logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

هل الشيعة يقولون بتحريف القرآن؟

حسبما يدعي(أهل السنة)! إن الشيعة يقولون بتحريف القرآن وفيه من الزيادة والنقصان وهناك سورتان من القرآن محذوفة وهي سورة (الولاية) وسورة (النورين) ويستشهدون علي ذلك بأحد كتب الشيعة وهو (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للحاج الميرزاحسين بن محمد تقي النوري الطبرسي؟ما صحة ذلك، نرجو التوضيح؟


نقول: إن هذه التهمة مجرد افتراء علي الشيعة، لأن كل علماء الشيعة علي نفي التحريف. و مجرد وجود عالم واحد قد ذهب الي وجود التحريف في القرآن لا يدل علي ان الشيعة تقول بتحريف القرآن و قد واجه علماء الشيعة هذا الكتاب بشدة و عنف و اثبتوا عدم تحريف القرآن من خلال الادلة الكثيرة التي منها: 1ـ بديهة العقل: من بديهة العقل أن مثل القرآن الكريم يجب ان يسلم عن احتمال اي تحريف او تبديل فيه، حيث انه كان الكتاب الذي وقع من اول يوم ـ موضع عناية أمة كبيرة واعية كانت تقدسه و تعظمه في اجلال و إكبار و حفاوة و شدة ... المزید و من ثم كان الجميع في حراسته و المواظبة علي سلامته و بقائه مع الخلود، فيا تري كيف يمكن لأهل الزيغ و الباطل التناوش من هذا الكتاب العزيز الحميد؟! 2ـ ضرورة تواتر القرآن: من الدلائل ذوات الشأن الداحضة لشبهة التحريف هي مسألة (ضرورة كون القرآن متواتراً) في مجموعة و في ابعاضه و... 3ـ مسألة الاعجاز: مما يتنافي و احتمال التحريف في كتاب الله هي مسألة الاعجاز المتحدي به. و قد اعتبره العلماء من اكبر الدلائل علي نفي التحريف. 4ـ آية الحفظ: قال تعالي: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ » [1] ان هذه الآية ضمان للرسول(ص) و عهد من الله علي ان يبقي هذا القرآن سليما و محفوظا عن تناوش الأيدي، سلامةً دائمة و بقاءً مع بقاء الاسلام. مضافاً الي ان حكمة التكليف تقتضي أيضاً بهذا البقاء و السلامة الابدية. 5ـ نفي الباطل عنه: قال تعالي « وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ  * لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ » [2] هذه الآية أصرح دلالة من الاولي، فقد وعد تعالي صيانته من الضياع و سلامته من حوادث الأزمان، مصوناً محفوظاً يشق طريقه الي الأمام بسلام. 6ـ العرض علي كتاب الله: و أيضا من الدلائل علي رد شبهة التحريف هي مسألة عرض الأحاديث علي كتاب الله فما وافق فهو صادق، و ما خالف فهو كاذب. قال الصادق(ع) قال رسول الله(ص) «إن لكل حق حقيقة و علي كل صواب نوراً فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه» [3] الامر الذي يتنافي تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله و ذلك من جهتين: الجهة الأولي: أن المعروض عليه يجب ان يكون مقطوعاً به (متواتراً) لأنه المقياس الفارق بين الحق و الباطل و لا موضع للشك في نفس المقياس... الجهة الثانية: أن العرض لابد ان يكون علي الموجود المتواتر لدي عامة المسلمين لما ذكرناه في ـ الجهة الاولي ـ من ان المقياس لابد ان يكون متواتراً مقطوعاً به، و روايات التحريف اذا عرضت علي هذا الموجود بأيدينا كانت مخالفة له لأنها تنفي سلامة هذا الموجود، و تدل علي انه ليس ذلك الكتاب النازل علي رسول الله (ص) و هذا تكذيب صريح للكتاب و مخالفة عارمة مع القرآن‏. 7ـ نصوص اهل البيت عليهم السلام: لدينا وفرة من احاديث اهل البيت(ع) تنص علي صيانة القرآن من التحريف اما تصريحاً او تلويحاً[4]

6