منذ سنتين

سبب كثرة ذكر بني اسرائيل في القرآن

لماذا هذا التميز لبني إسرائيل وكثرة ذكرهم في القرآن الكريم ،ولماذا هم الوحيدون الذين ينسبون إلي نبيهم إسرائيل (يعقوب )(ع)؟


لا شك ان كثرة ذكر بني اسرائيل في القرآن تستدعي الانتباه و التساؤل، لماذا هذا التكرار؟ و لماذا هذا التاكيد؟ و لماذا كل هذه المتابعة لحياتهم؟ و قد انتبه المفسرون الي هذه النقطة الحساسة و اجابوا عنها، و منهم السيد الطباطبائي(قدس) في تفسير الميزان، حيث عقد بحثاً للاجابة عن هذه المسألة، فقال «قدس»: اكثر الامم الماضية قصة في القرآن الكريم أمة بني اسرائيل، و اكثر الانبياء ذكراً فيه موسي بن عمران(ع) فقد ذكر اسمه في القرآن في (136موضعاً) ضعف ما ذكر ابراهيم عليه السلام الذي هو اكثر الانبياء ذكراً بعد موسي (ع) فقد ذكر في (69موضعاً) علي ما قيل فيهما، و الوجه الظاهر فيه ان الاسلام هو الدين الحنيف المبني علي التوحيد الذي اسس اساسه ابراهيم (ع) و اتمه الله تعالي سبحانه و اكمله لنبيه محمد(ص) قال تعالي « مِلَّةَ أَبيكُمْ إِبْراهيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْل‏ »[1] و بنو اسرائيل اكثر الامم لجاجاً و خصاماً، و ابعدهم من الانقياد للحق، كما انه كان كفار العرب الذين ابتلي بهم الرسول(ص) علي هذه الصفة. و كيف كان فانت اذا تأملت قصص بني اسرائيل المذكورة في القرآن، و امعنت النظر فيها، و ما فيها من اسرار اخلاقهم، وجدت أنهم كانوا قوماً غائرين في المادة مكبين علي ما يعطيه الحس من لذائذ الحياة الصورية، فقد كانت هذه الامة لا تؤمن بما وراء الحس، و لا تنقاد الاّ الي اللذة و الكمال المادي، و هم اليوم كذلك، و هذا الشأن هو الذي صير عقلهم و ارادتهم تحت انقياد الحس و المادة، فهم يذمون كل اتباع باسم انه تقليد و ان كان مما ينبغي اذا كان بعيداً من حسهم، و يمدحون كل اتباع باسم أنه حظ الحياة و إن كان مما لاينبغي اذا كان ملائماً لهوساتهم المادية، و قد ساعدهم علي ذلك و اعانهم عليه مكثهم الممتد و قطونهم الطويل بمصر تحت استذلال المصريين و استرقاقهم و تعذيبهم، ( يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَ في‏ ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظيمٌ ) .[2] هذا تمام ما ذكره السيد الطباطبائي(قدس) نقلناه بنصه، و هو يكشف ان كثرة ذكرهم لا يعني مدحهم و الثناء عليهم، بل العكس هو الصحيح، و نحن اذا استعرضنا الآيات التي وردت في حق بني اسرائيل و اليهود في القرآن الكريم نراها تتحدث عن وجود السلبيات في حياتهم بصورة كبيرة جداً، و سنذكر لكم العناوين التي جاءت في القرآن الكريم و هي: 1ـ فصول من قصص بني اسرائيل و الآيات التي انزلها الله عليهم. 2ـ بيان بعض النعم التي وهبها الله تعالي لبني اسرائيل. 3ـ عاقبة بني اسرائيل‏. 4ـتيه بني اسرائيل و حالهم مدة التيه‏. 6ـ فساد بين اسرائيل‏. 7ـ فساد بني اسرائيل في الارض مرتين و انتقام الله. 8ـ سيرة بني اسرائيل المؤلمة مع ابنائهم‏. 9ـسبب تحريم بعض الطيبات علي بني اسرائيل. 10ـ اختلاف بني اسرائيل في السبت‏. 11ـ اعتقاد بني اسرائيل بانهم شعب الله المختار. 12ـ قصة البقرة. 13ـ اهانة بني اسرائيل لمقام الربوبية. 14ـ ينسب بنو اسرائيل «الاستهزاء » الي ربهم. 15ـ طبيعة الاستكبار و العناد عند بني اسرائيل‏. 16ـ عناد بني اسرائيل. 17ـ قساوة بني اسرائيل. 18ـ رد بني اسرائيل أمر موسي(ع) 19ـ سمي الله تعالي بني اسرائيل فاسقين في القرآن. 20ـ حجة بني اسرائيل لعدم ايمانهم بالنبي محمد(ص). 21ـ تمردهم و عقوبة الله تعالي. 22ـ نفاق اليهود. 23ـ يعتبر اليهود علم الله ناقصاً. 24ـ نماذج من نعم الله علي اليهود. 25ـ معني قول اليهود « يد الله مغلولة ». 26ـ لعنة الله علي اليهود. 27ـ سبب عداء اليهود للاسلام. 28ـلماذا زاد نزول القرآن في حسد اليهود و كفرهم؟ 29ـ ما رد فعل اليهود في مقابل الدعوة الاسلامية؟ 30ـ ما الدليل علي ان اليهود كانوا افضل الموجودات؟ 31ـ تغيير احكام التوراة بواسطة اليهود. 32ـ كان اليهود يستفتحون علي الذين كفروا بالنبي قبل بعثته و لكنهم كفروا به بعد البعثة. 33ـ اعذار اليهود لكي لا يؤمنوا. 34ـ ينسب اليهود سحرهم الي سليمان(ع) و الملكين ببابل هاروت و ماروت. 35ـ حسد اليهود لان الكتاب انزل علي غيرهم. 36ـ غزوة الاحزاب و دور اليهود فيها. 37ـ ينسب القرآن الكريم اخراج بني النضير من ديارهم الي الله. 38ـ قصة يهود بني النضير. 39ـ المنافقون و وعودهم لبني النضير. 40ـ القرآن يطلب من اليهود الذين يدعون بأنهم اولياء الله ان يتمنوا الموت ان كانوا صادقين. 41ـ عدم تمنيهم الموت دليل علي ظلمهم.  هذه مجموعة من العناوين التي وردت في القرآن الكريم اما بصورة صريحة او بصورة غير صريحة و قد استعرضها السيد الطباطبائي في موسوعته التفسيرية «تفسير الميزان».[3]  و اذا تاملنا فيها نجد ان الغالب فيها هو الذم لبني اسرائيل و ليس المدح.