هل يوجد في القرآن كلمات أعجمية؟ أم أنه عربي خالص؟
لقد بحثت في بعض تفاسير الآيات التالية فلم أجد ما أريد
(وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبين)[1]
(بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ )[2]
(وَ لَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِي)[3]
لكني وجدت علي إحدي شبكات الاينترنت من يقول :ان في القرآن عُـجمَة.
و هذا قوله ( و هو سني ) :
طلبت أمثلة علي الألفاظ الأجنبية التي وردت في القرآن واليك بعض: منها
1- قال تعالي (قالَتْ هَيْتَ لَك) [4]، هيت كلمة سريانية.
2- قال تعالي (( يا جِبالُ أَوِّبي مَعَه) [5]، أوبي معه كلمة حبشية0
3 - قال تعالي (فَاقْذِفيهِ فِي الْيَم) [6]، اليم كلمة سريانية0
4- قال تعالي (وَ أَلْفَيا سَيِّدَها لَدَي الْباب) يوسف:25، سيدها كلمة قبطية معناها زوجها (كتاب مباحث لغوية د0مناف مهدي)
أيضا الكلمات التالية : (سجيل، ومشكاة، وأباريق، واستبرق) وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أن هذه الكلمات وامثالها غير عربية [7]
واستدل البعض علي أن القرآن كله بلسان العرب استنادا الي الآية(إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) الزخرف:12، الا أن الحق أن كلا القولين صحيح، وذلك أن الحروف أصولها عجمية سقطت الي العرب فاعربتها بلسانها فصارت عربية ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب الصاحبي فهذه الألفاظ أعجمية أصلا عربية حالا (شفاء الغليل) انتهي كلامه.
كما أن أسماء الأنبياء – حسب علمي – أعجمية كسليمان، فهل كلامه صحيح؟ إذا كان مُـخطئ فكيف الرد عليه؟
لقد كان الجواب المذكور هو احد الاجابات عن المسألة، و من علمائنا من يري انّ كلّ ما في القرآن عربي، حتي الكلمات غير العربية لأنّ كلّ لغة تقتبس من اللغات الاخري فليس لدينا لغة صافية خالصة، لماذا؟ لانّ اللغات تنطلق في البداية صافية نقيّة، لكن تؤثر عليها عمليات التفاعل الحضاري و عملية لقاء المجتمعات و غلبة مجتمع علي مجتمع بحيث تفرض لغة الغالب علي لغة المغلوب، امّا الكلمات غير العربية فعندما تحتضنها اللغة العربية فانّها تعرّبها، اي تعطيها اللهجة و تعطيها طريقة الكلام، و لهذا فليس عندنا ذاتيّات في اللغة، و ما يقال إنّه معرّب فانّ العربيّة اعطته خصائصها فاصبح جزءا منها. هذا هو الجواب الذي نرتأيه.
و اما الجواب الذي كان يقول به علماء المعاني و البيان فهو: ان القرآن عربيّ، أي أنّه عربي في الغالب من كلماته و في اسلوبه و في نهجه، و يمكن ان نقول بأنّه عربي و لو بلحاظ الغلبة. [8] ام قضية الاسماء فمن الواضح ان الاسماء عندما تنقل الي لغة اخري لاتعرب اي لايغير وانما تنقل كما هي