منذ سنتين

الروايات التي تتحدث عن بيان اوّل مخلوق

ورد في الأحاديث الشريفة أن أول ماخلق الله تعالي نور النبي صلي الله عليه وآله وفي حديث اخر القلم، نرجو توضيح ذلك؟


ان الروايات التي تتحدث عن بيان اوّل مخلوق، متعددة و متفاوتة في ظاهرها، ففي رواية: " اوّل ما خلق اللّه العقل "، و في رواية: " اوّل ما خلق اللّه نوري "، و في رواية: " اوّل ما خلق اللّه روحي "، و في رواية: " اوّل ما خلق اللّه القلم "، و في رواية: " اوّل ما خلق اللّه ملك كرّوبي "، و هذه كلّها اوصاف و نعوت لشي‏ء واحد باعتبارات مختلفة، فبحسب كل صفة يسمّي باسم، فقد كثرت الاسماء و المسمّي واحد، ذاتاً و وجوداً، و اعلم ان عالم الوجود خلق حسب ترتيب خاص، يبدأ بالاشرف فالاشرف كما تدل عليه قاعدة [امكان الاشرف‏] بمعني انه لا يمكن ان يوجد الموجود الادني في الشرف قبل الموجود الاشرف. و هذه القاعدة من المسائل التي بحثت في الكتب الفلسفية بصورة مفصلة يمكن الرجوع اليها. و لا شك ان اشرف الممكنات و اكرم المجعولات هو العقل، و هذا الوجود حقيقته حقيقة الروح الاعظم بعينها، و انّما سمي بالقلم لانه واسطة الحق في تصوير العلوم و الحقائق علي الالواح النفسانية القضائية و القدرية فإن قلم اللّه ليس قصباً و لا حديداً و لا جسماً آخر، و كذا لوحه ليس خشباً و لا قرطاساً، و لمّا سماه قلماً قال: إجرِ ما هو كائن الي يوم القيامة، و لكونه وجوداً خالصاً عن ظلمة التجسّم و التحجّب و عن ظلمات النقايص و الاعدام يُسمّي نوراً اذ النور هو الوجود و الظلمة هي العدم، و هو ظاهر لذاته مظهر لغيره، و لكونه أصل حياة النفوس العلوية و السفلية يُسمّي روحاً، و هو الحقيقة المحمدية(ص) لكونه كمال وجوده (ص) الذي منه يبتدأ و اليه يعود.[1]