هناك أدلة قرآنية وأحاديث نبوية شريفة قطعية علي وجود الجن.
1 - هل يعيش الجن في عالم معزول عن البشر؟
2- هناك روايات تدل علي أن الأنبياء والرسل والأئمة(ع) مع بعض من الصحابة قد رأوا الجن علي هيئة البشر وتحدثوا معهم والبعض سخرهم بأمر من الله. هل يستطيع عامة البشر كما يدعي البعض رؤية الجن او التحدث إليهم ؟
3- هل يدخل الجن أو هل يلتبس الجن في جسم الإنسان و يتحكم في قدراته العقلية او الجسدية كما يدعي البعض؟ أم أن هذه الحالات المسموع عنها هي حالات نفسية ولا صلة لها بالجن؟
4- ما هي صحة ما يقال بأن بعض الأماكن والبيوت تسكن من قبل الجن وأن بعضها تكون مسالمة فلا تؤذي ساكني البيت والبعض غير مسالمة فتقوم ببعض الأعمال المؤذية كإشعال النار أو إتلاف بعض الممتلكات او إظهار ألأصوات الغريبة؟
5- هل من الممكن تحضير الجن والتحدث إليهم؟
العنوان:
قال تعالي: ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَبا* يَهْدي إِلَي الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَدا ) [1]
فالجن نوع من الخلق مستورون من حواسنا و انهم خلقوا قبل نوع الانسان من النار كما خلق الانسان من تراب، و هم يعيشون و يموتون و يبعثون و لهم شعور و أرادة و يقدرون علي حركات سريعة و اعمال شاقة و إنّ فيهم ذكورا و اناثا و يتكاثرون بالتوالد و التناسل، و هم مكلفون كالانسان و منهم صالحون، و كل هذا ينطق به القرآن الكريم في آيات كثيرة هي التي ترسم لنا الصورة الواقعية التي يجب علينا الايمان بها علي أساس الحقيقة القرآنية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها، كما هو الحال في الكثير من حقائق الغيب التي لم تقع تحت إدراك حواسّنا الظاهرة، فلا يجوز لنا إن نزيد عليها و لا علي ما جاءت به السنة النبوية الصحيحة. و علينا ترك العقائد الشعبية التي تتحدث عن الجن بما يشبه الخرافة، و تري أن لهم تأثيراً في الحياة العملية للناس من حالات غير طبيعية أو تسخيرهم و إيجاد علاقات معينة بهم، و ما يتحدث به البعض لم يثبت بطريق صحيح و لا نستطيع أن نجد فيه أي اساس للصحة، والحقيقة كما انه يجب علي المؤمنين الحذر من أن يخضعوا لمثل هذه الأحاديث التي قد يحرّكها الكثير من الجاهلين أو الذي يستغلون جهل الناس للإيحاء لهم بالجوّ الخفي للجن بادّعاء علاقتهم بأمراضهم و أحلامهم و حاجاتهم الحياتية المتنوعة و نستطيع الاجابة عن اسئلتكم علي اضواء (سورة الجن) و تفاسيرها في مصادرها المعتبرة كما يلي:
1ـ ان الجنّ يعيش في هذا العالم، و هكذا فقد وجه اللّه لهم الخطاب القرآني ( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُم ... المزید) [2]
2ـ يذكر لنا القرآن الكريم من ان النبي سليمان عليه السلام كان له اتصال بهم و قد سخرهم ضمن عماله و جيشه، كما ورد في القرآن الكريم ،و ما يروي من مشاهدة احد الائمة أو الصحابة للجن و التحدث معهم و هو بحاجة الي تحقيق روائي دقيق.
3ـ و اما عن مسئلة دخول الجن في جسم الانسان فلا يمكن الايمان به لاننا عند ذلك ننزع عن الانسان حريته و اختياره في اعماله و نؤمن حينئذ (بالجبر) و ذلك لان تصرفاته تكون بارادة الجن لا بإرادته و لم نجده في كتب التفسير التي تعرضت لموضوع الجن.
4ـ و عن الاماكن و البيوت المسكونة فلم نجد هذه الامور الا في ما يتداوله الناس أو تنشره بعض الصحف من اخباره، و يحتاج الي التوثيق و الدراسة العلمية المتكاملة و لا يمكن لذلك اثباته، و علينا بمعالجة هذا الموضوع علي ضوء القرآن الكريم و أحاديث أهل البيت عليهم السلام.
ان مسألة الجن من المسائل الغيبية التي لا يمكن اخضاعها للتجربة و الحس و تعتمد في التصديق بها أو رفضها علي مدي وثوقنا و تصديقنا بمن نسمعها منه، فاذا كان صادقا صدقناه و بالعكس، كما أن هذه المسألة هي مما يندر الابتلاء بها و لا تعتبر من الموارد التي يسأل عنها الانسان يوم القيامة فنكتفي بما في مصادرنا الموثقة و التي كتبها علماؤنا الافاضل رحمهم اللّه تعالي. و بامكانكم للمزيد من التعرف علي هذا الموضوع و ما يتعلق به من الروايات مراجعة المصادر التالية.[3]