منذ 3 سنوات

الشيعة و تحريف القرآن

انا اخوكم من السعودية و علي المذهب السني , وانا ابحث في المذهب الشيعي و في الحقيقة في فترة البحث هذه تكشفت لي الكثير من الامور التي لم اكن اعرفها والكثير من التلفيقات ضد الشيعة التي اقشعت وانكشفت بالنسبة لي حول مذهب التشيع حيث ان الصورة في ذهني كانت مشوشة جدا و مشوهة,, ولكن الحمد لله الان انا علي بصيرة من كثير من الامور. سؤالي هو انني وانا في بحثي تطرقت الي مسئلة تحريف القرآن من قبل الشيعة واتضح لي بما لا يدع مجال للشك ان الشيعة لا تقول بتحريف القرآن باي شكل من الاشكال ولا كان هذه في يوم من الايام من اصول المذهب واساسياته ابدا لكن التساؤل هنا ,, واسف للاطالة .. من العلماء الشيعة الذي صرح بالتحريف صراحة و منهم الذي لمح الي ذالك مع معرفتنا ان عددهم قليل ولكن احببت ان اخذ فكره عن ذالك ؟


لا شك ان الشيعة لا تقول بتحريف القرآن-كما تفضلتم- وانا نؤمن ان القرآن الموجود حاليا تحت متناول ايدي المسلمين هو القرآن الذي نزل علي صدر محمد صلي الله عليه و آله لم ينقص منه حرف واحد و كذلك لم يزاد فيه. و لنا في ذلك أدلة كثيرة منها قوله تعالي (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) [1] الا ان بعض اخواننا من اهل السنة يصر علي ان يسند هذه القضية الي المذهب الشيعي معتمدا وجود روايات في بعض الكتب الشيعية تدل علي التحريف و اعتبرها عقيدة الشيعة، و هذا منهج غير صحيح قطعا، و من هولاء الاخوة « محمد عبد الرحمن السيف » في كتابه [الشيعة الاثنا عشرية و تحريف القرآن‏] و بعد ان لف ودار ذكر اسم 21عالما من علماء الشيعة نسبت اليهم القول بالتحريف معتمدا منهجا غير دقيق و كال بمكيالين ففي الوقت الذي ينفي فيه وجود رواية تدل علي التحريف في كتب اهل السنة المعتبرة ـ حسب قوله ـ راح ينسب الي الشيعة القول بالتحريف معتمدا علي وجود روايات في بعض الكتب مثل كتاب الكافي للكليني علما ان الكليني لا يقول بتحريف القرآن لانه نفسه يروي روايات العرض علي القرآن الكريم وقد تناسي بل اهمل المؤلف وجود روايات كثيرة في كتب معتبرة عند اهل السنة تدل علي التحريف. مثل صحيح مسلم ج 4 ص 2322 [عن سعيد بن جبير ... المزید التوبة، قال: بل هي الفاضحة مازالت تنزل و منهم حتي ظنوا أن لا يبقي منا احد الا ذكر فيها.[2] وممن نسب اليهم الاخ محمد عبد الرحمن السيف القول بتحريف القرآن هم‏: 1 ـ الشيخ المفيد. 2 ـ السيد الامام الخميني قدس سره‏. 3 ـ الفيض الكاشاني‏. 4 ـ السيد ابوالقاسم الخوئي‏. و نحن نذكرلكم كلامهم في ذلك لنري مدي الامانة في النسبة. يقول الشيخ المفيد (قدس سره) في هذا الخصوص: و عندي أن هذا القول (ان القرآن لم ينقص من كلمه و لا من آيه و لا سوره) اشبه من مقال من ادعي :( نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل) واليه اميل و الله اسأل توفيقه، و اما الزيادة فيه فمقطوع فسادها.[3] و اما السيد الامام الخميني (قدس سره) فقد نقل رأيه تلميذه الشيخ جعفر السبحاني في كتابه مفاهيم القرآن ج 5 ص 396 قائلا: ان الواقف علي عناية المسلمين بجمع الكتاب و حفظه و ضبطه قراءة و كتابة يقف علي بطلان تلك المزعمة (التحريف) و انه لا ينبغي ان يركن اليها ذو مسكة وماوردت فيه من الاخبار بين ضعيف لا يستدل به، الي مجعول يلوح منه أمارات الجعل، الي غريب يقضي منه العجب، الي صحيح يدل علي ان مضمونه تأويل الكتاب وتفسيره .... و اما الفيض الكاشاني فلا يقول هو بالتحريف أيضا انظر كلامه في [المحجة البيضاء ج 2 ص 263] حيث قال بعد كلام طويل: فكيف يتطرق اليه التحريف والتغيير؟! و اما السيد الخوئي (قدس) فقد نفي التحريف أيضا [4] و نحن هنا لسنا في صدد مناقشة الاخ محمد السيف في مدعياته و انما ذكرنا لك بعض النماذج لتعرف عملية التهويل التي يقوم بها البعض لزيادة الارقام فقط و التشويش علي اذهان الناس. نعم هناك من الشيعة من قال بذلك و صنف كتابا تحت عنوان (فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الارباب) و هو الشيخ النوري المتوفي 1320 ه‏ و قد واجه هذا الكتاب حملة شعواء من قبل علماء الشيعة انفسهم استطاعت ان تقضي علي ما ورد في هذا الكتاب من افكار و من بين الذين ردوا علي هذا الكتاب هو تلميذه الشيخ العلامة آقا بزرگ الطهراني في كتابه [النقد اللطيف في نفي التحريف‏] و هناك ردود عديدة منها: 1 ـ اكذوبة التحريف او القرآن و دعاوي التحريف للشيخ رسول جعفريان‏. 2 ـ صيانة القرآن من التحريف للاستاذ محمدهادي معرفة. و غير ذلك الكثير من المؤلفات في هذا المجال‏.

2