منذ 3 سنوات

كسوف الشمس لموت الحسين(ع)

عن الرسول(ص): أن الشمس والقمر آيتان لا ينكسفان ولا ينخسفان لموت أحد، فما حقيقة الرواية القائلة بأن الشمس كسفت لموت الحسين(ع) وأن السماء أمطرت دما؟


لا شك ان الرواية تخضع في بعض الاحيان للظروف الموضوعية التي تحيط بها. و تكون لتلك الظروف و الملابسات مدخلية في تحديد لحن و طريقة عرض الحديث من اللين أو الشدّة مثلاً، و من هذه الروايات الرواية التي وردت عن الرسول(ص) "ان الشمس و القمر آيتان لا ينكسفان و لا ينخسفان لموت أحد" [1] و نحن اذا رجعنا لظروف هذه الرواية نري انها صدرت من الرسول(ص) عند وفاة ولده ابراهيم و في تلك الظروف حدث كسوف في الشمس، مما فسر من قبل الناس بانه بسبب موت ابراهيم و لذلك نجد الرسول(ص) قال مقالته السابقة "ان الشمس و القمر ... المزید" و ذلك ليعالج ظاهرة غريبة كادت ان تحدث في المجتمع و هي ان لا يجد الغلو طريقه الي المجتمع الاسلامي و ان لا تفسر الامور علي خلاف الواقع، خاصة و الدين كان في سنيه الاولي و لم تكتمل افكاره و لم تترسخ في اذهان الناس بصورة محكمة هذا من جهة. ثم ان هناك روايات كثيرة و بعضها صحيح السند أكدت ان الشمس كسفت لموت الحسين عليه السلام و ان السماء امطرت دماً و كذلك لموت يحيي بن زكريا(ع) ،و قد وردت هذه الروايات في كثير من الكتب الحديثية منها، بحار الانوار ج 14 ص 163ـ190 و ج 24 ص 286 و الإقبال ص 544 و أمالي الشيخ الطوسي ص 330 و عيون اخبار الرضا ج 1 ص 299 و كامل الزيارات ص 90 و المناقب لابن شهر آشوب ج 4 ص 54 و الكافي و من لا يحضره الفقيه و التهذيب و الوسائل و غير ذلك من المصادر ، فلابد من الجمع بين تلك الروايات ولعال ماذكرناه علاجا مناسبا لها . و قد ذكر العلامة المجلسي عدة احتمالات لمعني بكاء السماء هي: 1) ان تطلع حمراء و تغيب حمراء. 2) ان يبكي اهل السماء و هم الملائكة. 3) كناية عن شدة المصيبة حتي كأنه بكت عليه السماء و الأرض. 4) انه وصل ضرر تلك المصيبة الي السماء و الأرض و أثرت فيها و ظهر بها آثار التغير فيهما 5) أو انه امطرت السماء دما و كان يتفجر من الارض دما عبيطا، فهذا بكاؤهما كما فسر به الخبر.[2] و قد ذهب العلامة المجلسي الي الاحتمال الاخير و قال: و لعل الاخير اظهر. هناك روايات تؤكد علي ان السماء و الارض لم تبك الا علي يحيي بن زكريا و علي الامام الحسين عليه السلام. و هذا بخلاف الكافرين حيث تقول الآية: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرينَ ) [3]