منذ سنتين

لماذا لم يخلف رسول الله (ص) الامام عليا(ع) بعده و يصرح بإسمه كما فعل في تأمير أسامة؟

لماذا لم يخلف رسول الله (ص) سيدنا علي بعده باسمه صراحة ويجبر اصحابه علي خلافته وهو منصب الهي في الوقت الذي امر اسامة بن زيد علي الجيش ولم يتخلف احد من الانصار والمهاجرين وكان فيهم سيدنا ابو بكر وعمر؟ "يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس"


ان اثارة مثل هذه الاشكالات بعيد عن المنهج الموضوعي وقد يكون سببه العناد او التعصب للرأي او المذهب، و الا كيف يمكن تجاوز هذا الكم الهائل من الروايات التي صرحت باسم الامام علي (ع) او اشارت إليه إشارة لا يمكن تفسيرها في غيره من قبيل (هذا أخي) و أشار الرسول (ص) إلي الامام علي (ع) أو (أنت مني) أو قوله " من كنت مولاه فهذا علي مولاه" و نحن هنا نذكر لك بعض هذه الاحاديث كشاهد فقط. حديث الدار يوم الانذار: لما نزل قوله تعالي:( وَ أَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبين‏ )[1]، دعا رسول الله (ص) عشيرته إلي دار عمه أبي طالب، و عرض عليهم الإسلام و في آخر حديثه (ص) قال: « يا بني عبد المطلب إني و الله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني الله أن أدعوكم اليه فأيكم يؤازرني علي أمري هذا علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟ » . فأحجم القوم عنه غير علي و كان أصغرهم إذ قام فقال : أنا يا نبي الله اكون وزيرك عليه فأخذ رسول الله (ص) برقبته و قال: إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا . فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب، قد أمرك أن تسمع لإبنك و تطيع»[2] حديث الغدير: الصيغة الأولي: برواية الصحابي البراء بن عازب: روي الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب قال: «كنا مع رسول الله (ص) في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كسح لرسول الله (ص) تحت شجرتين فصلي الظهر و أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولي كل مؤمن و مؤمنة» [3] و جاء في المستدرك علي الصحيحين للحاكم بالإسناد إلي عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله (ص) : « أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد المسلمين، و إمام المتقين، و قائد الغر المحجلين» (قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه )[4] الطبراني في المعجم الصغير: عن حكيم الجهني أن رسول الله (ص) قال: " إن الله أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي إنه سيد المسلمين، و إمام المتقين، و قائد الغر المحجلين» [5] و سنذكر مجموعة اخري من الروايات في هذا الصدد: 1ـ الذهبي في ميزان الاعتدال: عن محمد بن حميد الرازي عن سلمة الأبرش عن ابن إسحاق عن شريك عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه عن رسول الله (ص) قال: « لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي» [6] 2ـ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب بالإسناد إلي أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (ص) : ( لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي )[7] 3ـ ابن عساكر في تاريخه بالإسناد نفسه: قال رسول الله (ص) : ( لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي )[8] 4ـ ابن المغازلي الشافعي في المناقب، بالاسناد نفسه: قال رسول الله (ص) : " لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي" [9] 5ـ الطبري في ذخائر العقبي بالإسناد نفسه: قال رسول الله (ص) : " لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي" [10] 6ـ المناوي في كنز الحقائق: قال رسول الله (ص) : ( لكل نبي وصي و وارث و علي وصيي و وارثي )[11] 7ـ الخوارزمي في المناقب عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (ص) : " لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي" [12] 8ـ الطبري في الرياض النضرة بالإسناد نفسه: قال رسول الله (ص) : " لكل نبي وصي و وارث، و إن عليا وصيي و وارثي" [13] 9ـ قال رسول الله (ص) لعلي (ع) في حديث المؤاخاة: « و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي، و أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي، و أنت أخي و وارثي» فقال: و ما أرث منك، قال: « ما ورث الانبياء قبلي، كتاب ربهم و سنة نبيهم »[14] فهل يوجد تصريح أوضح من ذلك؟! ثم أي الامور أوضح و أصرح، هذه الاحاديث و المواقف، أم التقديم للصلاة المزعومة التي يدعونها؟!