منذ سنتين

حول استحباب صيام يوم عاشوراء و مدي صحة روايات أهل السنة في ذلك

من المعلوم عند اخواننا اهل السنة استحباب صوم يوم عاشوراء بدليل الحديث الذي يقول دخل الرسول صلي الله عليه واله وسلم المدينة وعرف انهم صائمون وسأل لماذا؟ فقالوا هذا اليوم نجي الله موسي من فرعون بما معني الحديث . هل هذا الحديث صحيح ؟ كيف نرد علي من ادعي هذا الحديث صحيح سواء بالادلة او العقل اي كيف نفند هذا الحديث


اما بخصوص الحديث من صوم عاشوراء، فقد تعرض له السيد جعفر مرتضي العاملي في كتابه [الصحيح من سيرة النبي (ص)] الجزء الثالث ص 104ـ 107، و نحن ننقل لكم ما جاء في الكتاب المذكور . صيام يوم عاشوراء: و يذكرون هنا أيضا: أن الرسول الأعظم (ص) حينما قدم المدينة، و قبل أن يفرض صوم شهر رمضان، وجد يهود المدينة يصومون يوم عاشوراء، و هو يوم العاشر من المحرم‏[1] فسألهم عن ذلك، فقالوا -علي ما في الصحيحين و غيرهما-: « هذا يوم عظيم، أنجي اللّه فيه موسي و قومه، و أغرق فرعون و قومه. فقال (ص ) :« فأنا أولي بموسي، و أحق بصيامه منكم، فصامه رسول اللّه (ص) و أمر بصيامه ‏»[2] و في الصحيحين و غيرهما أيضا: عن عائشة و غيرها: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، و كان رسول اللّه (ص) يصوم، فلما هاجر إلي المدينة صامه، و أمر بصيامه. فلما فرض شهر رمضان قال: «من شاء صامه، و من شاء تركه»[3] و يذكر مسلم و غيره : أن صيامه (ص) ليوم عاشوراء كان قبل وفاته (ص) بسنة[4] كذب تلك الروايات: و نحن نعتقد و نجزم: بأن ذلك كله من نسج الخيال... 1ـ فبعد غض النظر عن المناقشة في أسانيد تلك الروايات، و كون اكثر رواتها محل تهمة و ريب، كما أن فيهم من لم يأت إلي المدينة إلاّ بعد عدة سنين من الهجرة كأبي موسي الأشعري، و فيهم من كان حين الهجرة طفلا صغيرا كابن الزّبير فضلا عن عدم شهوده لما قبلها، و من لم يسلم إلاّ بعد سنوات من الهجرة كمعاوية. 2ـ و بعد غض النظر أيضا عن تناقضها فيما بينها، و يكفي أن نذكر: أن رواية تقول: إنه صام يوم عاشوراء في المدينة متابعة لليهود، و لم يكن يعلم به و اخري تقول: إنه كان يصومه هو و المشركون في الجاهلية... و ثالثة: إنه ترك يوم عاشوراء بعد فرض شهر رمضان... و أخري تقول: إنه لما صامه قالوا له: إنه يوم تعظمه اليهود فوعد أن يصوم اليوم التاسع في العام المقبل، فلم يأت العام المقبل حتي توفي (ص) [5] إلي غير ذلك من وجوه الاختلاف التي تظهر بالتتبع و المقارنة... إننا بعد غض النظر عما تقدم نشير إلي ما يلي: أولا: إن الرواية الأولي تفيد: أن النبي (ص) كان يجهل بسنة أخيه موسي و أنه تعلمها و استفادها من اليهود، و قلدهم فيها... و لا ضير عند هؤلاء في ذلك فانهم يروون و نحن نستغفر اللّه من ذلك أنه كان يحب موافقة أهل الكتاب في كل ما لم يؤمر به‏[6] و لكن هذا الرسول يناقض نفسه دائما، حتي في هذا المورد، فهو الذي يكره في الاذان بوق اليهود، و ناقوس النصاري، و يخالفهم في معاملة الحائض، و يأمر بصبغ الشعر مخالفة لليهود و النصاري، و ينهي عن تقليدهم في الاسلام‏[7] بل لقد بلغ في مخالفته لهم حدا جعل اليهود يقولون: «ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه»[8] و قال ابن الحاج: «و قد كان عليه الصلاة و السلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتي قالت اليهود: إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا الاخالفنا فيه»[9] و قد ورد في الحديث: « من تشبه بقوم فهو منهم »[10] و ثانيا: إن إطلاق كلمة عاشوراء علي العاشر من المحرم إنما حصل بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام، و أهل بيته و صحبه صلوات اللّه و سلامه عليه أجمعين... ثم اقامة المآتم بهذه المناسبة من قبل ائمة أهل البيت (ع) و شيعتهم رضوان اللّه عليهم... و لم يكن معروفاً قبل ذلك علي الاطلاق و قد نص اهل اللغة علي ذلك، فقد قال ابن الاثير «هو اسم اسلامي»[11] و قال ابن دريد: إنه اسم اسلامي لا يعرف في الجاهلية»[12] و ثالثا: إننا لم نجد في شريعة اليهود صوم يوم عاشوراء، و لا هم يصومونه الآن و لا رأيناهم يعتبرونه عيدا أو مناسبة لهم‏[13] و بعد كل ما تقدم فلا يبقي مجال لجعل عدول النبي (ص) عن صوم يوم عاشوراء من اسباب حقد اليهود علي المسلمين، كما ذكره البعض‏[14]

1