منذ سنتين

الهدف من تعدد الزوجات لدي الائمة (ع)

ما الهدف من تعدد الزوجات لدي الائمة عليهم السلام ؟


مسالة تعدد الزوجات لابد ان ينظر اليها من جهتين: الجهة الاولي (الهدف من تشريعها): ان تعدد الزوجات نظام تفرضه طبيعة المصالح العامّة للانسان، الرجل و المرأة علي حد سواء، بغض النظر عن السلبيات الموجودة فيه، ذلك أن الايجابيات التي يحملها تفوق ما يحمله من سلبيات، و هو ما يجعل من شرعيته أمراً فائق الضرورة و الإلحاح. و دليلا علي ذلك ان التعددية هي النظام الذي اعتمد دائما في بناء العلاقات بين الجنسين ماضيا و حاضرا، سواء بشكل معلن و صريح او بشكل خفي و مضمر، ففي المجتمع المتمدّن اليوم، لا تعدو نسبة الرجال الذين تقتصر علاقاتهم النسائية، تحت عنوان الزواج أو خارجه، علي امرأة واحدة، العشرة بالمائة، و كل ذلك يدل علي وجود حاجة اصيلة الي التعدد، قد يكون مصدرها داخل الانسان كجسد و نفس او خارجه مثل ظروف خاصة بالرجل أو المرأة، كالعُقم أو المرض او ما الي ذلك، و اصالة تلك الحاجة تجعل من اعتماد الوحدة سببا للانحراف‏[1] و مصدرا لاستجلاب المشاكل و تعقيدا لحياة الانسان بصورة تفوق ما يمكن ان يسببه التعدد.[2] الجهة الثانية: دراسة طبيعة زواج المعصومين عليه السلام، و هل كان هذا الزواج حالة طبيعية ام كان يمثل حالة شاذة؟ و قبل دراسة ذلك لا بدّ من ان نشير الي نكتة مهمة، هي اننا عند ما ندرس اي ظاهرة كانت، لا بدّ ان ندرسها وفق ظروفها المحيطة و الاجتماعية التي نشأت فيها، فاذا اردنا ان ندرس ظاهرة تعدد الزوجات عند الرسول(ص) و الائمة فلا بدّ ان نلاحظ عنصري الزمان و المكان و نأخذهما بنظر الاعتبار، لنري هل كانت هذه الظاهرة هي الظاهرة الطبيعية ام لا؟ و ليس من الصحيح ان نحاكم الظاهرة علي اساس المتبنيات و الظروف التي نعيشها و نحن في الالفية الثالثة، و في مجتمعات تختلف بالكامل عن تلك المجتمعات. اذا عرفنا ذلك نعود لندرس حالة تعدد الزوجات عند الرسول(ص) و الائمة عليهم السلام، فنجد ان الرسول (ص) يكتفي بالزواج من خديجة عليها السلام فترة طويلة هي فترة شبابه(ص) حيث لم يتزوج بايّ امرأة مادامت هي علي قيد الحياة، نعم بعد وفاتها عليها السلام تزوج بعدد من الزوجات الغالب فيهن نساء ارامل قد فقدن من يعيلهنّ و يقوم بادارة شؤونهن، او كان زواجه لمصلحة تشريعية مثل الزواج من (زينب بنت جحش)، و هكذا. و اما امير المؤمنين عليه السلام، فقد بقي علي حياته الزوجية مع فاطمة الزهراء عليها السلام، و لم يتزوج الا بعد وفاتها عليها السلام، و كان زواجه عليه السلام بعد قليل جدا من الزوجات و هو امر طبيعي و معقول، و كذلك الامام الحسن عليه السلام، رغم الدعايات التي نسبت اليه الزواج من اعداد خيالية لا يمكن التصديق بها و الاذعان بها. و كذلك الامام الحسين عليه السلام، و من بعده من الائمة عليهم السلام فانّ اكثر زوجاتهم هنّ امهات اولاد، و هذه الظاهرة كانت طبيعية جدا في ذلك العصر و ذلك المجتمع. بل نري ان الائمة المتأخرين عليهم السلام كان عدد زوجاتهم دون الحد الطبيعي، في الوقت الذي كانت ظاهرة التعدد شائعة و لاتجد رجلا يكتفي بزوجة واحدة او زوجتين.

1