logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

ارتفاع الاحكام الشرعية من حلال و حرام في الجنة

لقد ورد في القرآن ان في الجنه ما لا عين رات و لا اذن سمعت ...... وجاء في الاحاديث الصحيحة ان في الجنة خمر لا كخمر الدنيا... لا يذوقه من ذاق من خمر الدنيا اما تحفيزا لهم وترغيبا لهم بذلك ومزامير لا اعذب منها صوتا ... لا يسمعها من يستمع الي مزامير الدنيا وهكذا ... و هذه مما حرمه الله علي المؤمنين في دار الدنيا. فالسؤال هو هل ان الاحكام الشرعيه من حلال و حرام ترتفع في الجنه اي هل يباح اللواط في الجنه و هل يكون حلالا؟ هل يجوز الزواج من الاخت و الام؟ هل تتزوج الزوجه اكثر من زوج ان ارادت و اشتهت لان فيها ما تلذ الانفس و تقر الاعين او ان للجنة قوانين و هي قوانين القران الكريم؟


ان الآيات و الروايات التي اشارت الي الآخرة و نعيمها تشير الي نعيم دائم لا يفني، و انه نعيم كما تصفه الآية المباركة (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن‏) [1] و جاء في الحديث: " فيها لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر " [2] و قال تعالي (أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها] [3] و قال تعالي (وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْليلا) [4] و قال تعالي (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحيقٍ مَخْتُومٍ ) [5] و منها قوله تعالي: (فيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبينَ) [6] و هذه الآية المباركة تشير الي ان قوانين الآخرة قد تختلف عن قوانين الدنيا، فالخمر الذي في‏الدنيا يختلف عن خمر الآخرة لان الاوّل مسكر و مزيل للعقل، و الثاني لذّة للشاربين و لا توجد فيه اشارة ذهاب العقل. و اما قوله (فيها ما تَشْتَهيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُن‏‏] [7] فان هذه الآية تشير الي سعة نعيم الآخرة، الا ان النكتة الجديرة بالاهتمام هنا ان الآية تقول [فيها ما تشتهيه الانفس‏]. و لم تقل ان الانفس في الآخرة تشتهي كلّ شي‏ء حتي المحرّم في الدنيا كاللواط، و غيره مما ذكر في متن السؤال، فان هذا الشي‏ء لا يمكن ان يصدر من تلك النفوس الزواكي التي قال عنها اللّه تعالي و وصفها بافضل وصف حيث قال [و نزعنا ما في صدورهم من غل اخواناً] [8] فهذه النفوس التي تصل الي هذه الدرجة من الكمال و درجة من الصفاء الروحي و الانطلاق المعنوي لا يمكن قطعاً ان يصدر منها ما تشتهي فيه اموراً تتنافر مع هذا الكمال الذي وصلت اليه، بل نحن نري في دار الدنيا التي هي محل الصراع مع المادة و الشهوات و مع الشياطين ان هناك الكثير من المؤمنين و علي رأسهم ائمة اهل البيت عليهم السلام لم يهمّوا و لم تشته أنفسهم فعل المنكر، فكيف اذا كانت الدار هي دار الآخرة؟!!. ثم ان هناك بعض الآيات التي تشير الي اجتماع الأهل الزوجة و الذرية  في الاخرة، قال تعالي: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ باب‏* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَي الدَّار) [9]

2