لا شك ان القرآن الكريم هو مصدر التشريع الاول و هو مصدر الهداية الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه )[1] ‏، و قد انزله اللّه تعالي‏( تبياناً لكل شي‏ء )[2] و لهذا فانه بامكاننا الاستدلال بالقرآن و الاستفادة من آياته المباركة في جميع الحوارات و المناقشات، بل هو الميزان عند الاختلاف. الا انه هناك نكتة ينبغي التنبية عليها و هي ان علي الذي يريد ان يستدل بالقرآن الكريم ان يعرف مجموعة من الامور التي ينبغي معرفتها للخوض في هذا المجال منها: 1ـ معرفة الناسخ من المنسوخ. 2 ـ معرفة المحكم من المتشابه. 3 ـ معرفة اسباب النزول. 4 ـ معرفة المفردات اللغوية. 5 ـ معرفة كافية في علوم العربية. 6 ـ معرفة المطلق من المقيّد، و غير ذلك من العلوم و المناهج التفسيرية و هذه مقدمات يحتاجها كل من يريد الخوض في البحوث القرآنية و الاستدلال بالآيات المباركة. و لذلك نري انه يمكنكم الاستفادة من القرآن الكريم مع مراعاة الامور المذكورة و لو بالاستعانة و لو بالحد الأدني منها. نعم هناك آيات واضحة الدلالة و المضمون مثل بعض الآيات التي ذكرتها ففي مثل هذه الآيات يمكنكم الاستفادة من القرآن الكريم في استدلالكم انشاء اللّه تعالي. و في بعضها مثل ( و انزلنا معهم الكتاب ) [3]‏، يمكن الاستدلال علي كون الرسالة ربانية و لكن شريطة ضم مقدمة عقلية، و هي أن تثبت عن طريق العقل ان اللّه موجود، و ان اللّه الموجود لا بدّ ان يرسل رسولاً لهداية البشرية، و ان هذا الرسول لا بدّ ان يزوده اللّه تعالي بالمعجزة (القرآن مثلاً) و انه لا يمكن اجراء المعجزة علي يد الكاذب و هذه مجموعة من الادلة العقلية حينها يأتي الاستدلال بالقرآن الكريم مثلاً. كما ينبغي التوصية بان تكثروا من التدبر في الآيات القرآنية و المطالعة للكتب التفسيرية، حتي تكون عندكم ملكة فهم القرآن الكريم، و نحن لا نشك ان اللّه تعالي سيكون بعونكم و سيأخذ بايديكم الي الصلاح و الهداية، قال تعالي ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا )[4]