منذ 3 سنوات

الادلة علي حقانية الشيعة

لم يكن في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم شيعة، اريد شيئا يدل علي مذهبكم الشيعي، علما بان المذهب الصحيح هوالسنة؟


قبل الاجابة عن التساؤل المطروح نقدم بعض الامور التي نراها ضرورية: 1- قلتم في زمن الرسول (ص) لم يكن شيعة و نحن نقول:  اوّلا :ان التشيع لعلي عليه السلام كان في زمن الرسول(ص) كماتؤكد ذلك الروايات الواردة في هذا المجال. و ثانيا: في زمن الرسول(ص) لم يكن هناك مذهب باسم [مذهب اهل السنة] فلا يوجد [حنفي و لا مالكي و لا شافعي و لا حنبلي‏] فكل هذه المذاهب نشأت بعد رحيل الرسول (ص) و كلها كانت في القرن الثاني و ما بعده. 2- ان الشيعة تشترك مع الاخوة من المذاهب الاسلامية الاخري بكثير من المشتركات، فعلي سبيل المثال في مجال العقائد، تشترك الشيعة مع اخوانهم من اهل السنة في الاصول التالية : [التوحيد، النبوة، المعاد] و تشترك مع بعض اهل السنة و هم المعتزلة اضافة الي ذلك باصل [العدل‏] نعم تختلف الشيعة مع اهل السنة في [الامامة] فاهل السنة يقولون ان الرسول(ص) ترك الأمر الي الامة، و الشيعة تقول ان الرسول(ص) نصّ علي الخليفة من بعده و هو علي بن أبي‏طالب عليه السلام، و هذا ما سنذكره لكم انشاء اللّه تعالي. 3ـ ان قولكم [علما ان المذهب الصحيح هو السّنة] ان هذا الكلام لا ينسجم مع قولكم [اريد شيئا يدل علي مذهبكم الشيعي‏] فهذا يعني انكم لم تطلعوا علي أدلة الشيعة فكيف حكمتم بان المذهب الحق هو مذهب اهل السنة و انتم لم تعرفوا ادلة الشيعة؟! ثم انكم لم تذكروا لنا ايّ مذهب من مذاهب اهل السنة هو الحق لان السّنة تنقسم الي [حنبلي ـ مالكي ـ شافعي ـ حنفي‏]. بعده هذه المقدمة نقول: ان للشيعة ادلتهم في ان النبي(ص) عندما توفي خلف من بعده الامام اميرالمؤمنين عليه السلام، و نحن اذا استعرضنا هذه‏النصوص يمكن تصنيفها كالتالي: النصوص المباشرة: 1 ـ المجموعة الأولي: نصوص الولاية. 2ـ المجموعة الثانية: نصوص الخلافة. 3ـ المجموعة الثالثة: نصوص الامامة. 4 ـ المجموعة الرابعة: نصوص الوصية. 5 ـ المجموعة الخامسة: نصوص الوراثة. ـ نصوص الولاية: النصّ الاول قوله تعالي في سورة المائدة آية 55 (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُون‏) و قد أكدت اكثر كتب التفسير علي نزول هذه الآية في الامام علي بن أبي‏طالب (ع) و ذلك عندما تصدّق بخاتمه وهو راكع في صلاته، منها. 1 ـ الفخر الرازي، التفسير الكبير: 12/26، ط بيروت. 2 ـ الزمخشري: الكشاف: ج 1/347، ط بيروت. 3 ـ السيوطي: الدر المنثور: 3/104ـ106، ط بيروت. 4 ـ الهيثمي، مجمع الزوائد: 7/19ـ20، ط بيروت. 5 ـ الجصاص: احكام القرآن: 2/446، ط بيروت. 6 ـ السدي: تفسير القرآن: 231، ط مصر. 7 ـ ابن كثير: تفسير القرآن: 2/74، ط بيروت. 8 ـ الكنجي الشافعي: كفاية الطالب: 200 ط بيروت. 9 ـ تفسير القرآن: 1/420 ط بيروت. 10 ـ الطبري: جامع البيان: 13/108 ط بيروت. و هناك مصادر اخري ذكرت هذا الحديث يبلغ عددها [27 مصدرا] لم نذكرها روما للاختصار. النص الثاني: حديث الغدير: روي الامام احمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب كنا مع رسول اللّه(ص) في سفر فنزلنا بغدير خم ... المزید فأخذ [الرسول‏] بيد علي فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا ابن أبي‏طالب اصبحت و امسيت مولي لكل مؤمن و مؤمنة" [1] و رواه احمد بن حنبل ايضا عن زيد بن ارقم . [2] و رواه الحاكم النيسابوري في: المستدرك علي الصحيحين: 3/ 109 و النسائي في خصائص امير المؤمنين: 98، ط بيروت، ومن المصادر التي نقلت الحديث: 1 ـ السيرة الحلبية: 3/274، ط بيروت. 2 ـ تاريخ بغداد، 8/290 ط بيروت. 3 ـ المتقي الهندي في كنز العمال: 5/290 ط حلب. 4 ـ ابن حجر: الصواعق المحرقة: 94، ط بيروت. 5 ـ الرازي: مفاتيح الغيب: 12/42 ط بيروت. 6 ـ الترمذي: صحيح الترمذي: 5/633، ح 3713، ط بيروت. و هناك مصادر اخري ذكرت الحديث يبلغ عددها [54 مصدرا كلها للاخوة من اهل السنة] لم نذكرها روما للاختصار. الاعتراف بتواتر حديث الغدير قال القسطلاني في شرح المواهب اللدنية [7/13، ط مصر]: و هو متواتر [حديث الغدير] رواه ستة عشر صحابيا، و في رواية لأحمد انه سمع من النبي(ص) ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي لما نوزع ايّام خلافته، فلا التفات الي من قدح في صحته و لا لمن رده بأنّ عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها و ادراكه الحج مع النبي(ص). نصوص الخلافة: النص الاوّل: (وَ أَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبينَ ‏) الشعراء ...214، وقول الرسول الاكرم صلي الله عليه واله وسلم:" ان هذا اخي و وصي و خليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعو ا..." المصادر التي ذكرت الحديث: 1 ـ ابو الفداء في تاريخه: 2/15 ط بيروت. 2 ـ علاء الدين الخازن: تفسير القرآن: 5/127 ط بيروت. 3 ـ ابن عساكر: ترجمة علي بن بي‏أطالب، ج 1، ص 104، ط بيروت. 4 ـ السيوطي: الدر المنثور: ج 5، ص 97 ط بيروت. 5 ـ السيرة الحلبية: ج 1، ص 286، ط بيروت. 6 ـ ابن كثير: تفسير القرآن: 3/363، ط بيروت. 7 ـ احمد بن حنبل: المسند، ج 1، ص 111، ط بيروت. 8 ـ الكامل في التاريخ: 2/63 ط بيروت. 9 ـ الحاكم الحسكاني: شواهد التنزيل 1/372، ط بيروت. و هناك مصادر اخري ذكرت الحديث لم نذكرها روما للاختصار. النص الثاني: حديث الثقلين" يا ايها الناس اني قد تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا، كتاب اللّه و عترتي اهل بيتي" ][3] من المصادر التي ذكرت الحديث: 1 ـ ابن الاثير جامع الاصول: 1/278، ط بيروت. 2 ـ احمد بن حنبل: المسند: 5/182 ط بيروت. 3 ـ ابن سعد: الطبقات الكبري: 2/194، ط بيروت. 4 ـ الحاكم النيسابوري: المستدرك علي الصحيحين: 3/.193 و قال عنه: صحيح علي شرط الشيخين و لم يخرجاه‏] 5ـ صحيح مسلم: 4/1783، ح 2408 ط بيروت. 6 ـ ابو نعيم: حلية الاولياء: 1/255 ط بيروت. 7 ـ السيوطي: احياء الميت: 57 ـ 58 الحديث 43 و هناك ما يقرب من [50 مصدرا] ذكرت الحديث لم نذكرها هنا للاختصار. النص الثالث: حديث الخلفاء الاثني عشر     جاء هذا الحديث في صحيح البخاري: 9/729 ح 2034، ط بيروت. و صحيح مسلم: 3/1452، ح 1821، ط بيروت. و صحيح الترمذي: 4/501، ح 2223 ط بيروت. و صحيح ابي‏داود: 4/106، ح 4280، ط بيروت. و مسند احمد: 1/398، ط بيروت. و مستدرك الحاكم: 3/618 ط بيروت. المجموعة الثالثة: نصوص الامامة: جاء في المستدرك علي الصحيحين للحاكم بالاسناد الي عبد اللّه بن اسعد بن زراره عن ابيه قال: قال رسول اللّه(ص): " اوحي اليّ في عليّ ثلاث: انّه سيد المسلمين، و إمام المتقين، و قائد الغر المحجلين" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه.[4] و قد ذكر الحديث في مصادر اخري يمكنكم مراجعتها نصوص الوصية: "ان هذا اخي، و وصيي، و خليفتي فيكم فاسمعوا له و اطيعوا" [5] النص الثاني: روي السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن انس بن مالك قال: قلنا لسلمان: سل النبي (ص) من وصيّه؟ فقال له سلمان: يا رسول اللّه من وصيّك؟... قال(ص):" انّ وصيي و وارثي و منجز وعدي علي بن ابي‏طالب(ع)" .[6] و غير ذلك من المصادر. هذه بعض ادلة الشيعة علي خلافة علي بن ابي‏طالب نقلنا منها هذا القليل و لعل فيه الكفاية علي ما ندعيه. و اخيرا نذكر لكم ما قال الدكتور محمد التيجاني السماوي، الذي كان مالكيا ثم تحوّل الي المذهب الشيعي: و إذا كانت أم المؤمنين عائشة بنت أبي ‏بكر تبعث الي عمر بن اخطاب حين طعن فتقول له: استخلف علي امّة محمد و لا تدعهم بعدك هملا فإني أخشي عليهم الفتنة»[7] و إذا كان عبد اللّه بن عمر يدخل علي أبيه حين طعن فيقول له: إنّ الناس زعموا أنك غير مستخلف و إنه لو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاءك و تركها رأيت أن قد ضيّع فرعاية الناس أشد».[8] و إذا كان أبو بكر نفسه و هو الذي إستخلفه المسلمون بالشوري يحطّم هذا المبدأ و يسارع الي إستخلاف عمر من بعده ليقطع بذلك دابر الخلاف و الفرقة و الفتنة كما يري، و هو الأمر الذي تنبأ به علي(ع) حينما شدد عليه عمر لمبايعه أبي ‏بكر فقال له: « احلب حلبا لك شطره و اشدد له اليوم يردده عليك غدا ».[9] أقول: اذا كان ابو بكر لا يؤمن بالشوري فكيف نصدّق بأنّ رسول اللّه(ص) ترك الأمر بدون إستخلاف و هل أنه لم يكن يعلم علمه أبوبكر و عائشة و عبد اللّه بن عمر و ما يعلمه كل الناس بالبداهة، من إختلاف الآراء و تشتت الأهواء عندما يوكل إليهم أمر الإختيار، وبالخصوص إذا كان الأمر يتعلق بالرئاسة و اعتلاء منصّة الخلافة، كما وقع ذلك بالفعل حتي في اختيار أبي بكر يوم السقيفة، إذ أننا رأينا خلاف سيد الانصار سعد بن عبادة و أبنه قيس بن سعد، و علي بن أبي‏طالب و الزبير بن العوام.[10] و العباس بن عبد المطلب و سائر بني‏هاشم و بعض الصحابة الذين كانوا يرون الخلافة حقّا لعلي(ع) و تخلّفوا في داره عن البيعة حتّي هدّدوا بالحرق[11] في مقابل ذلك نري الشيعة الامامية يثبتون عكس مقالة أهل السّنة و يؤكدون بأن الرسول(ص) عيّن عليا للخلافة و نصّ عليه في عدّة مناسبات و أشهرها في غديرخم . و اذا كان الإنصاف يقتضي منك ان تستمع الي خصمك ليدلي برأيه و حجّته في قضية وقع الخلاف فيها معك، فكيف إذا احتجّ خصمك بما تشهد أنت نفسك بوقوعه»[12] و ليس دليل الشيعة دليلا واهيا أو ضعيفا حتي يمكن التغاضي عنه و تناسيه بسهولة و إنما الأمر يتعلق بآيات من الذكر الحكيم أنزلت في هذا الشأن و أولاها رسول اللّه(ص) من العناية و الأهمية ما سارت به الركبان و تناقله الخاص و العام حتي ملأت كتب التاريخ و الأحاديث و سجّله الرواة جيلا بعد جيل.[13]

3