منذ سنتين

هل للشيعة كتاب تاريخ معتمد؟

هل للشيعة كتاب تاريخ معتمد؟


بالمراجعة الي معجم مؤرخي الشيعة نجد الكثير من المؤرخين الشيعة و الذي مع الأسف الشديد قد فقد الكم الاكبر من تراثهم و ما بقي منه الاّ شي‏ء القليل.  من هؤلاء علي بن الحسين بن علي المسعودي (345، او 346) صاحب مروج الذهب و معادن الجوهر. و قد اختلف العلماء في مذهبه: فالسبكي عدّه شافعيا، و ترجم له في طبقات الشافعية، بحجّة انّه علّق علي أبي العباس بن سريج ـ الشافعي ـ رسالة [البيان في اصول الاحكام‏] غير ان في هذا الكتاب نفسه ما يقلّل من اهميّة هذه الحجة، اذ فيه تصريح بأنّ هذه الرسالة قد كتبت في مجلس جامع عند ابن سريج في مرضه الذي توفّي فيه، و قد ضمّ المجلس رجالا من جميع اصحاب المذاهب «من الشّافعيّين و المالكيين و الكوفيين و الراودّيين و غيرهم من اصناف المخالفين»[1] و أيضا: فقد ذكر ابن العماد الحنبلي أنّ المسعودي المؤرّخ هو غير المسعودي الفقيه الشافعي [2] و قال آخرون: انّه كان معتزليّا[3]، و لم ينسبه ابن العماد الحنبلي الي مذهب، فيما رأي ابن حجر العسقلاني انّ كتب المسعودي «طافحة بأنّه كان شيعيا معتزليا» ثمّ قدّم علي تشيعه ادلة ضعيفة و لم يأت بما يشير الي كونه معتزليا»[4] و الذي يرجح علي ذلك كلّه كونه شيعيا صريحا، و ليس دليل تشيّعه الوحيد هو ترجمة النجاشي له بين مصنفي الشيعة، بل كتبه الكثيرة في الامامة دالة علي ذلك، و قد احصي منها بقلمه : [الصفوة في الامامة، و الاستبصار في الامامة، و رسالة البيان في اسماء الائمة عليهم السلام...] و من هذا الاختلاف في تحديد مذهبه يتبين كم كان المسعودي متوازنا في طرحه، موضوعيا في استعراضه لأحداث التاريخ، و مقولات الفرق و المذاهب، متعاليا علي الروح المذهبية، فاذا تناول المذاهب تحدّث عنها جميعا بنفس واحد، و ساق ادلّتها بكلّ احترام، و يتكلم عن الجميع بالضمير الغائب «قالوا، اجمعوا...» و لم ينسب نفسه الي ايّ منها، و لا تعرّض لشي‏ء منها بالقدح و التنقيص، رغم انّه كان ناقدا لا يرحم حين يجد مبرّرا موضوعيا للنقد. و كتابه [مروج الذهب و معادن الجوهر] مطبوع في اربعة مجلّدات، اختصر فيه كتابيه [كتاب اخبار الزمان و كتاب الاوسط] و اضاف اليه ما لم يكن فيهما من انواع المعارف... و قد ابتدأ تأليفه في مدينة البصرة سنة 332، وانتهي منه سنة 336 ه.، بفسطاط مصر، في خلافة المطيع للّه العباسي)[5]. و من الكتب التاريخية الشيعية كتاب [إعلام الوري باعلام الهدي‏] مطبوع في مجلّدين، يتناول فيه السيرة النبوية بعرض مركّز مختصر اعتمد فيه اوثق المصادر المعتمدة في السيرة، و سيرة الائمة الاثني عشرية عليهم السلام، مع نبذ من فضائلهم، و الكتاب تأليف: الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 458 ه.).[6] و من الكتب التاريخية الشيعية كتاب [دلائل الامامة] مطبوع محقق، المؤلفة محمد بن جرير بن رستم الطبري (ق.ه.).[7] 

2