منذ سنتين

تاريخ الطبري

هل تعترفون بالطبري أم لدي المذهب الشيعي ما هو أفضل في قراءة التاريخ الإسلامي من تاريخ الطبري؟


قبل الأجابة عن السؤال المذكور نقول ان منهج البحث لدي الشيعة يمتاز بنقطة مهمة و هي انهم لا يعتمدون كتابا خاصا بحيث ان كل ما في هذا الكتاب مهما كان صحيح لاخلاف فيه، و انما نتعامل مع الكتاب معامل علمية بحيث يخضع الكتاب لموازين النقد العلمي، سواء كان هذا الكتاب قد ألّف من قبل عالم شيعي أم غير شيعي، و من هذه الكتب كتاب [تاريخ الطبري‏] فمن المعلوم انه تاريخ روائي، و لذلك لا بدّ ان تخضع رواياته لموازين علمي الرجال و الدراية و موافقتها للواقع التاريخي. و نحن اذا نظرنا الي تاريخ الطبري نراه اعتمد بصور واضحة علي كتابي [الفتوح الكبير و الردة] و [الجمل و مسير عائشة و علي‏] و هذان الكتابان هما من تأليف [سيف بن عمر]. و نحن اذا راجعنا كتب الرجال و كتب الجرح و التعديل عند علماء السنة نري ان رأيهم فيه سلبي و قد جمع ذلك العلاّمة العسكري في كتابه [عبد اللّه بن سبأ ص 62ـ63] تحت عنوان [قيمة احاديث سيف‏]. قال يحيي بن معين (ت 233 ه.): «ضعيف الحديث فليس خير منه»[1] و قال النسائي صاحب الصحيح (ت 303 ه.): «ضعيف متروك الحديث ليس بثقة،و لا مأمون». و قال ابو داود (ت 316ه.): «ليس بشي‏ء، كذّاب». و قال ابن ابي ‏حاتم (ت 327 ه.): «متروك الحديث». و قال ابن السكن (ت 353 ه.): «ضعيف». و قال ابن عدي (ت 365 ه.): ضعيف، بعض احاديثه مشهورة و عامتها منكرة لم يتابع عليها. و قال ابن حبّان (ت 354 ه.): يروي الموضوعات عن الاثبات، اتّهم بالزندقة و قال «قالوا : «كان يضع الحديث». و قال الحاكم (ت 405 ه.): متروك، اتّهم بالزندقة. و هّاه الخطيب البغدادي (ت 406 ه.) كما في ترجمة خزيمة غير ذي الشهادتين من الاصابة. و نقل ابن عبد البرّ ( ت 463 ه.) عن أبي حيّان انه قال فيه «سيف متروك و انما ذكرنا حديثه للمعرفة» و لم يعقب بان عبد البرّ علي هذا الحديث شيئا. و قال الفيروزآبادي (ت 817 ه.): «صاحب التواليف» و ذكره مع غيره و قال عنهم: «ضعفاء» . و قال ابن حجر (ت 852 ه.) بعد ايراد حديث ورده في سنده اسمه: «فيه ضعفاء اشدهم سيف». و قال صفي الدين (ت 923 ه.) ضعّفوه، له في الترمذي فرد حديث». هذا رأي العلماء علي مدي العصور في «سيف» و أحاديثه. هذا نموج واحد من الرجال الضعاف في تاريخ الطبري، فكيف يمكن الاعتماد عليه كليا، نعم هذا لا يعني ان جميع ما جاء في كتاب الطبري غير صحيح و لا يمكن الاعتماد عليه.