منذ سنتين

هل اهل السنة كفار؟

نعلم ان اهل السنة يرفضون عقيدتنا في الولاية، فهل هم كفار(كما يقول بعض كتب الاحاديث) ؟ و هل يجوز اللعن والسب علي ابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد؟ وهل هم كفار او مشركين كما قال الصادق (عليه السلام): "من يدعو مقامنا (الامامة) فهو كافر" او في رواية ثانية: "مشركين بالله الاكبر"؟


الجواب عن ذلك يستدعي التفريق بين اصول الدين و اصول المذهب اما بخصوص اصول الدين [التوحيد ـ النبوة المعاد] فانها من الاصول المسلمة عند جميع المسلمين و من انكر واحداً منها فقد خرج عن الاسلام باجماع المسلمين و اما اصول المذهب فهي الاصول التي يعتقد بها مذهب معين فعلي سبيل المثال المعتزلة من اهل السنة يعتقدون اضافة الي الاصول الثلاثة السابقة باصل [العدالة] و أن الشيعة يشاركونهم في ذلك ايضاً و يسمون العدلية لذلك، و كذلك الشيعة تعتقد اضافة الي ذلك بأصل [الامامة] فتكون العقائد الشيعية مكونة من الاصول التالية: [التوحيد ـ العدل ـ النبوة ـ المعاد ـ الامامة] فهنا من انكر الامامة فانه يخرج عن كونه شيعياً و لا يخرج عن الاسلام بل يبقي مسلماً و نتعامل معه معاملة المسلمين الاّ انه ليس من اتباع المذهب الشيعي. نعم هناك مسألة يجب الالتفات اليها و هي ان من انكر الامامة و نصب العداء لاهل البيت عليهم السلام فانه يعتبر كافراً و خارجاً عن الدين لانه بعمله هذا يكون محارباً للّه و لرسوله حيث قال تعالي ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) [1] ‏. و الآيات الكثيرة الحاثة علي طاعة و محبة اهل البيت و ما ورد من ان عداءهم و محاربتهم محاربة لرسول اللّه(ص) و نحن نعلم ان محاربة وعداء الرسول (ص) من الامور التي تخرج الانسان من الدين. نعم بخصوص معاوية و يزيد فانه لا شك بكفرهما و خروجهما عن الاسلام و هذا يظهر من خلال مطالعة الصفحة السوداء من تاريخهما، و نحن ننقل لك بعض الشهادات التاريخية في انحراف معاوية و فسقه فهذا صديقه المغيرة بن شعبة، يقول لابنه عندما رجع من مجلس معاويةوبعد ان سمعه يتوعد بالقضاء علي اسم النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم: « اني جئت من اخبث الناس »[2] و هذه القصة معروفة حيث اباح فيها معاوية عما يخطط لدفن رسالة الرسول(ص) و محو اسمه حيث قال: «الا دفناً دفناً». و ما قاله الحسن البصري: «أربع كنّ في معاوية لو لم يكن فيه منهن الاّ واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه علي هذه الأمة بالسفهاء حتي ابتزها امرها (يعني الخلافة) بغير مشورة منهم و فيهم بقايا الصحابة و ذوو الفضيلة، و استخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير و يضرب بالطنابير، و ادعاؤه زياداً و قد قال رسول اللّه(ص):" الولد للفراش و للعاهر الحجر" ، و قتله حجراً، و يل له من حجر و أصحاب حجر، (مرتين) »[3] و أبي المعتزلة بيعة معاوية بعد الصلح، و اعتزلوا الحسن و معاوية جميعاً و بذلك سموا أنفسهم «المعتزلة»[4] و اما ما يتعلق بيزيد فيكيفه قتله لسبط الرسول(ص) الامام الحسين(ع) و اهل بيته و عترته و ما فعله مع اهل المدينة حيث استباحها و عمل فيها المنكرات كما يظهر ذلك من النقل التاريخي: وفد أهل المدينة عند يزيد: قالوا كان عثمان بن محمد بن ابي سفيان فتي غراً حدثاً لم يجرّب الامور ولم يحنّكه السنّ فبعث الي يزيد وفداً من اهل المدينة فيهم: عبد اللّه بن حنظلة غسيل الملائكة الانصاري و عبد اللّه ابن أبي عمرو المخزومي و المنذر بن الزبير و رجالاً كثيراً من أشراف أهل المدينة فقدموا علي يزيد فأكرمهم و أحسن اليهم و أعظم جوائزهم فأعطي عبد اللّه بن حنظلة و كان شريفاً فاضلا عابدا سيّدا مائة ألف درهم و كان معه ثمانية بنين فأعطي كل ولد عشر آلاف سوي كسوتهم و حملانهم، فلما رجعوا قدموا المدينة و أظهروا شتم يزيد و عيبه و قالوا: قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر و يضرب بالطنابير و يعزف عنده القيان و يلعب بالكلاب و يسمر عنده الخرّاب و الفتيان! و انّا نشهدكم انّا خلعناه! و قام عبد اللّه بن حنظلة فقال: جئتكم من عند رجل لو لم أجد الا بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم، قالوا: قد بلغنا أنه أجداك و اعطاك و أكرمك قال: قد فعل و ما قبلت منه عطاءه الاّ لأتقوّي به، فخلعه الناس و بايعوا عبد اللّه بن حنظلة علي خلع يزيد و ولّوه عليهم. أما المنذر بن الزبير فكان قد أجازه بمائة ألف و كان قوله لمّا قدم المدينة: انّ يزيد و اللّه لقد أجازني بمائة ألف درهم و أنه لا يمنعني ما صنع اليّ أن أخبركم خبره و أصدقكم عنه و اللّه انّه ليشرب الخمر و انّه ليسكر حتّي يدع الصلاة. و عابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه و أشد. [5] جيش الخلافة يستبيح حرم الرسول(ص): قال الطبري و غيره: و أباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس و يأخذون الاموال[6] قال اليعقوبي: فلم يبق بها كثير أحد الاّ قتل و أباح حرم رسول اللّه حتي ولدت الابكار لا يعرف من أولدهنّ.[7] و في تاريخ ابن كثير: قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن، و كان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول اللّه! و قال: قتل بشر كثير حتّي كاد لا يفلت أحد من أهلها[8] و قال: و وقعوا علي النساء حتي قيل: أنه حبلت ألف أمرأة في تلك الايّام من غير زوج! و روي عن هشام بن حسّان أنه قال: ولدت ألف امرأة من اهل المدينة بعد وقعة الحرّة من غير زوج! و روي عن الزهري أنّه قال: كان القتلي سبعمائة من وجوه المهاجرين و الانصار و وجوه الموالي، و ممّن لا أعرف من حرّ أو عبد و غيرهم عشرة آلاف [9] و في تاريخ السيوطي: و كانت وقعة الحرّة بباب طيبة قتل فيها خلق من الصحابة و من غيرهم و نهبت المدينة و افتضّ فيها ألف بكر[10] قال الدينوري و الذهبي و اللفظ للاوّل: و ذكر أبوهارون العبدي قال: رأيت ابا سعيد الخدري، و لحيته بيضاء ، و قد خفّ جانباها و بقي وسطها، فقلت «يا أبا سعيد ما حال لحيتك؟» فقال : «هذا فعل ظلمة أهل الشام يوم الحرّة، دخلوا علي بيتي فانتهبوا ما فيه حتّي أخذوا قدحي الذي كنت أشرب فيها الماء ثم خرجوا، و دخل عليّ بعدهم عشرة نفر، و أنا قائم أصلّي،فطلبوا البيت ،فلم يجدوا فيه شيئاً،فأسفوا لذلك ،فاحتملوني من مصلاّي، و ضربوا بي الارض، و أقبل كلّ رجل منهم علي ما يليه من لحيتي، فنتفه، فما تري منها خفيفاً فهو موضع النتف و ما تراه عافياً فهو ما وقع في التراب فلم يصلوا اليها، و سأدعها كما تري حتي أوافي بها ربيّ.[11] هكذا انتهت الايام الثلاثة علي مدينة الرسول،فهل يمكن بعد هذا القليل من جرائم يزيد و ابيه من قبله ان نحكم باسلامهما؟!

1