منذ سنتين

القول بأن اللطم علي مصيبة الحسين )ع(تعذيب نفسي

كيف لنا الرد علي شخص يقول بأن اللطم علي مصيبة الحسين )ع( تعذيب نفسي . مع اعطاء أدلة عقلية و نقلية من المذهبين ( السني و الشيعي (


كما انّ البكاء يعتبر حالة انسانية طبيعية كذلك اللطم اسلوب انساني أيضاً و الناس عادة يلطمون أمام المأساة و لكن المفروض في اللطم ان ينطلق من عاطفة، بحيث عندما يلطم الانسان فانه يعيش هذه العاطفة ليكون اللطم عنده تعبيراً عن الحزن. و لكن النكتة المهمة في هذه البحوث هي انه من الصعب ان نفهم اخواننا الآخرين باهمية الشعائر الحسينية ما لم نجعلهم يتعقلون هذه الشعائر اوّلاً ثم التفاعل معها ثانياً،ثم بيان انواع الشعائر التي نقوم بها و ادلتها الشرعية ثالثاً. و هذا العمل يحتاج الي طي مراحل متعددة هي: 1ـ التعريف بموقعية اهل البيت في محورية التحرك الاسلامي و دورهم في استمرار الرسالة الاسلامية كما جاء بها النبي الاكرم، و لنا في ذلك ادلة محكمة و دقيقة جداً و لذا ينبغي علينا القيام بهذه الخطوة الهامة. 2ـ التعريف بالخط الذي اراد ان يحرف الرسالة و الدور الذي قام به الامويون و العباسيون لكي يحرفوا الرسالة عن خطها المستقيم. 3ـ معرفة قيمة ثورة الامام الحسين عليه السّلام في مواجهة هذا الخط المنحرف و كيف استطاع عليه السلام ان يفضح الامويين و يبيّن للامة الخطر الذي يحيق بها من قبل هذه الزمرة . 4ـ ثم بعد ذلك كله يأتي دور التعريف بقيمة الشعائر الحسينية و اثرها في استمرار قيم ثورة الحسين (ع). ثم بيان انواع الشعائر التي نقيمها لانهـ و للاسف ـ ان الاخوة من المذاهب الاخري يحصرون الشعائر الحسينية و احياء ذكريات اهل البيت عليهم السلام ببعض الشعائر التي يمكن ان يظهر منها ما هو سلبي. و لذلك سوف نذكر هنا مسألتين فقط. 1ـ شعائر احياء ذكر اهل البيت. 2ـ ثم ذكر ادلة ذلك. شعائر احياء ذكر اهل البيت (عليهم السلام): لقد اكدت الروايات الكثيرة علي احياء ذكر اهل البيت النبوي (عليهم السلام) و اعطت نماذج لهذا الاحياء، يمكن الاستفادة منها كامثلة كاشفة عن عناصر الحب و التفاعل و كمنطلقات للعمل. 1ـاقامة المحافل في ذكرياتهم، و هذه المحافل في الواقع جلسات علم و معرفة و مذاكرة و وعظ، و علي مستويات الفكر و العقيدة و السلوك. و فيها بيان للظلامة التي عاشتها مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) و خلق روح التماسك و الاعتصام بحبل اللّه جميعاً 2ـ المواكب: و هي تظاهرات للحق، و علامة للتفاعل معه، و التفاعل مع ظلامة أهل البيت (عليهم السلام). بما يخلق روحاً عملية و سلوكاً ميدانياً علي سبيل الاقتداء بهم، و النفور من الظالم، و رفضه ، و الوقوف بوجهه، و هذا اسلوب من اساليب الدعوة إلي اللّه (عز و جل). 3ـالبكاء: و له اسلوبان: بشكل فردي، عند تذكر المصائب التي جرت علي اهل البيت (عليهم السلام) مما يكشف عن تفاعل حقيقي مع اهدافهم السامية. بـ بشكل جمعي، لشد الجمع نحو الهدف و الانطلاق العملي في حمل رسالة أهل البيت (عليهم السلام) 4ـ الزيارة: و فيها تحدّ للظالم، و تجديد للعهد مع الاهداف الرسالية ، و معرفة عن بينة لصاحب الزيارة. 5ـالمسرحية: فالتشبيه محاولة لتجسيد الاحداث التاريخية، بحيث يتحسّس الانسان عظم المأساة، و دخول المسرحية في الشعائر يكون من هذا المنطق و من باب عرفي، إذ أن الاعراف البشرية و السيرة العقلائية علي هذا من الحياة. 6ـ الجهاد: و هو من اعظم شعائر اللّه سبحانه و تعالي، لما فيه من عز الاسلام و المسلمين، و لما يخلق من كيان متماسك متميّز مصون عن التميع و الذوبان. 7ـ الامر بالمعروف و النهي عن المنكر: و هو اسمي الفرائض، و به تقام الاحكام الاسلامية، و به يكون التعاون علي البر و التقوي، و التنزه عن الاثم و العدوان ان الشعائرـ و في ضوء ما تقدم ـاما ان تكون منصوصة مثل البكاء و التعزية و الزيارة، أو ان تكون حاكية عن الهدف و العرف العقلائي يقرّ بها مثل المواكب و المسرحيات و ما إلي ذلك. نورد الآن طرفاً من الروايات المؤكدة علي الشعائر طلباً لاستفادة العلة التي من اجلها ورد التأكيد و الحث الشديد. البكاء: لقد كان البكاء علي الراحل، و بخاصة الشهيد، من سنة رسول اللّه (ص) فقد روي البخاري في صحيحه ان النبي (ص) نعي زيداً و جعفراً و ابن رواحة للناس قبل ان يأتيهم خبرهم. فقال النبي (ص) لزوجة جعفر: نعم: اصيبوا هذا اليوم. فقالت اسماء: فقمت اصيح و اجمع النساء و دخلت فاطمة و هي تبكي و تقول واعماه، فقال (ص): علي مثل جعفر فلتبكي البواكي .[1] و روي أنس قال: دخلنا مع رسول اللّه (ص) و ابراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله (ص) تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف: و انت يا رسول اللّه (ص) ؟! فقال: يا ابن عوف، انها رحمة . ثم اتبعها باخري فقال: ان العين تدمع، و القلب يحزن، و لا نقول الامّا يرضي ربنا، و إنّا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون [2] و في سنن ابن ماجة، فانكبّ عليه و بكي.[3] و قد ندب النبي (ص) الي البكاء علي حمزة و قال: علي مثل حمزة فلتبك البواكي .[4] و زار رسول اللّه (ص) قبر أمه (رض) فبكي و أبكي من حوله [5] و قد صحّ بكاء الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) علي ابيها و بكاء زينب (عليها السلام) علي اخويها الحسن و الحسين (عليهما السلام) و نورد فيما يلي بعضاً من الروايات حول البكاء علي مصائب اهل البيت (عليهم السلام)، و بخاصة مصيبة سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام): 1ـ قال الرضا (ع): « من تذكر مصابنا و بكي لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة . و من ذكر مصابنا فبكي و أبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلساً يحيي فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب .[6] لقد اشارت الرواية الي ان المصاب مصاب اهل البيت (عليهم السلام) الذين نصت عليهم الآية الكريمة: ( ُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرا). [7] و ورد في حقهم حديث رسول اللّه (ص) انهم عدل الكتاب، و ان (المتمسك بهم مع الكتاب لن يضل ابداً.)[8] فمصابهم هو مصاب الاسلام، و الظلم الواقع عليهم ظلم للاسلام، و علي هذا فان تذكرهم يوجب الانشداد اليهم، و ما العاطفة هنا الاّ منطلق لتعميق التعلّق بهم و التمسك بحبلهم، فيكون البكاء عليهم من زاوية عقائدية، حيث قال (ع): «لما ارتكب منا» و ضمن هذا الاطار يكون الجلوس لاحياء ذكرهم و امرهم (عليهم السلام) فأمرهم امر الرسالة الالهية، رسالة الحق و العدل و الخير، فلا يموت قلب يحيي ذكرهم لانه يعيش الحق و القيم و المثل العليا و لا يفتر عن اداء دوره الرسالي في الحياة. ان الشريعة الاسلامية لم تجز فقط البكاء علي مصيبة الحسين (عليه السلام) و انما اعتبرت البكاء دلالة علي رقة القلب و سمّو النفس و تعاطفها مع المظلومين، بل و وردت الروايات حول الندب الي البكاء من خشية اللّه سبحانه و تعالي، فعن رسول اللّه (ص): «من خرج من عينه مثل الذباب من الدمع، من خشية اللّه آمنه اللّه به يوم الفزع الاكبر» [9] و روي عن الامام امير المؤمنين (عليه السّلام): «البكاء من خشية اللّه ينير القلب و يعصم من معاودة الذنوب » [10] ان البكاء ظاهرة نفسيّة تكشف عن رقة و انسانية و عاطفة متفاعلة مع الحدث، و مؤطرّة للعقيدة و مواكبة للنظرية في اثناء التطبيق، و قد ثبت ان الفكر و النظرية ما لم يؤطرا بالعاطفة فانهما لن يؤتيا ثمارهما المرجوة و لن يستطيعا الصمود في الازمات و قد مرّ التشيع بازمات حادة عصيبة و وقف الحكام الجائرون منه مواقف قاسية و لاحقوا ائمته و اتباعهم قتلاً و تشريداً و سجناً، و لكنه بقي صامداً بتأثير العاطفة السليمة التي اطرته و حفظت له نقاءه و اصالته، و كانت عوناً لاتباعه في الصبر و المواصلة و التماسك و عدم الانهيار. لقد كان بكاء الشيعة علي شهيد كربلاء (عليه السّلام) تظاهرة صامتة برفض الظلم و الطغيان و الانحراف. لعن الظالمين: و بالاضافة إلي البكاء علي الحسين (عليه السلام) فقد جاءت الروايات في التأكيد علي لعن الظالمين قاتليه الذين لم يرعوا وديعة رسول اللّه (ص) فعدوا علي سبطه و اهل بيته و اصحابه، و هذا التأكيد علي اللعن انما هو في سبيل خلق حالة النفور ازاء الظلم و اركانه، لان اي انسجام معه يضيع الهدف (و لا تركنواالي الذين ظلموا فتمسكم النار و مالكم من دون اللّه من اولياء ثم لاتنصرون) [11] فبموازات حالة التولي بين المؤمنين، الهادفة الي خلق التماسك و الانسجام، نجد حالة اللعن في صريح آيات القرآن الكريم قال تعالي: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) [12] و لا يقتصر جواز اللعن علي مدرسة التشيع، فقد اجازه جمع كثير من علماء اهل السنة، و ذكر بعضهم جواز اللعن علي يزيد بالذات لظلمه، كالتفتازاني و ابن حزم، و المحدث البرهان الحلبي، و كان الشيخ محمد البكري، تبعاً لوالده يلعن يزيد كما لعنه علي بن محمد الكياهراسي، و غيرهم كثير. زيارة الحسين (عليه السلام) : اختصت زيارة الامام الحسين (ع) بكم وافر من الروايات الشريفة في الحث عليها، و قد ذكر صاحب البحار فقط اربعاً و ستين منها. عن الامام الصادق (ع): «زوروا قبر الحسين و لا تجفوه، فانه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، و سيد شباب الشهداء » [13] ان العبرة بالزيارة ان تكون عن معرفة بحقه كامام تجب طاعته و متابعته، و الاقتدا به، و الاهتداء بسيرته، و الاخذ منه، و الموالاة له، فالزيارة اعلان للولاء لنهج الحق الذي نهجه الامام الحسين (عليه السلام) و البراءة من الظالمين الذين يمنعون عليه و علي رسالته . و هي عهد و بيعة كما يتضح من فقرات الزيارات المروية له (عليه السلام). و قد ثبت في سيرة رسول اللّه (ص) انه كان يزور قبور المؤمنين و انه (ص) كان يزور البقيع و شهداء احد. نقل ابن ماجة في سننه بسنده عنه (ص) قال: «زوروا القبور فانها تذكركم الآخرة» [14] و روي مسلم و ابن ماجة عن أبي هريرة أن النبي (ص) زار قبور أحد. و زار (ص) قبر امه فبكي و أبكي من حوله.[15] و روت ام المؤمنين عائشة أنه (ص) كان يخرج آخر الليل الي البقيع فيقول (ص): «السلام عليكم دار قوم مؤمنين...... و آتاكم ما توعدون » [16] و روي الحاكم عن علي (عليه السلام) ان فاطمة (عليها السلام) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة، فتصلي، و تبكي عنده.[17] و علي هذا كان عمل الصحابة و الخلفاء و السلف الصالح. ان مشروعية زيارة القبور لا تختص بطائفة دون اخري، الا ان مدرسة اهل البيت (ع) ركزت علي زيارة قبر الحسين (ع) و زيارة قبور الشهداء و الصالحين و الائمة، لما في ذلك من اثر علي الزائر، من التذكير، و مواصلة الدرب، و العهد للسير علي نفس الخط و الجهاد، و الاهداف، فالزيارة تكريم للحق، و رمز الرفض للباطل، و كان الائمة الهداة المطهرون (عليهم السلام) يتخيرون المكان و الزمان لاثارة هذه القضية كما فعل الامام محمد الباقر (ع) اذا أوصي بمبلغ من المال لنوادب يندبنه في مني ايام الموسم. و كذلك اختيار زيارة الامام الحسين (عليه السلام) من قبلهم (عليهم السلام) في عرفة و ليلة القدر و العيدين. كما ان بنود الزيارة و فقراتها تستدعي من الزائر أن يقف لديها متأملاً لان الائمة (عليهم السلام) ارادوا لها ان تكون منطلقاً للعمل في السياسة و الاجتماع، و ايجاد الصلة المباشرة بالاهداف الاسلامية المقدسة، و المقارنة بين من عاش للّه تعالي و بين من عاش من اجل الدنيا ففي الزيارة: أ ـ زيارة ارض المعركة أو ارض الوحي أو ارض الدين. ب ـ زيارة ارض الرفض و الاباء رغماً علي الظالمين الذين ارادوا طمس الحق و اصحابه. ج ـ تذكير الزائر بالجهود التي بذلها النبي (ص) و الائمة (عليهم السلام) في سبيل هداية البشرية و اخراج الناس من الظلمات الي النور. دـتجديد العهد مع النبي بالبيعة عن طريق تلاوة بنود الزيارة. هـ عرض الدين، بتذكير الانسان نفسه بما ينبغي ان يؤمن به و يعمل عن طريق الفاظ الزيارة المشتملة علي التعهد امام اللّه سبحانه للبقاء اميناً علي عهدهم و طريقتهم و هديهم. ان النصوص التي يزار بها الرسول الكريم (ص) تسلط الاضواء علي جهود الرسول (ص) في الدعوة الي الاسلام و نشره و تثبيته و تعظيمه و تكريمه، و النصوص التي يزار بها الامام علي (عليه السلام) تتضمن جهوده الفكرية و العملية و تضحياته في سبيل الاسلام، و تذكير بقيمته في مسيرة الرسالة و الفكر و العقيدة. و تكاد كل زيارة من زيارات الائمة الطاهرين (عليهم السلام) و الثابت صدورها عنهم (عليهم السلام) تنطق بفيض من المعاني السامية. فلنقرأ مقاطع من نصوص هذه الزيارات الشريفة: «اللهم اني أشهدك بالولاية لمن واليت و والته رسلك، و اشهد بالبراءة ممن برئت منه و برئت منه رسلك». اثبات للتولي بين المؤمنين، و التبرّي من اعداء الدين. «اللهم اجعل محياي محيا محمد و آل محمد و مماتي ممات محمد و آل محمد». تذكير بضرورة مواكبة المسيرة و مواصلتها علي خط رسول اللّه (ص) و خطي اهل بيته الاطهار في العلم و العمل و الجهاد. «و اشهد اللّه تبارك و تعالي و كفي به شهيداً، و أشهدكم اني بكم مؤمن و لكم تابع في ذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي و منقلبي و مثواي» شهادة علي النفس امام اللّه المطلع علي السرائر و الذي لا يخفي عليه شي‏ء مما يبرؤه من الكذب و النفاق امام اللّه، و شهادة علي النفس امام النبي و آله بالاقرار بالإيمان بهم و بخطهم و انهم ائمة يجب اتباعهم في المعتقد و الشريعة و السلوك و حتي آخر العمر. «اشهد أنك قد اقمت الصلاة و اتيت الزكاة و امرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت اللّه مخلصاً حتي اتاك اليقين». معان لابد للزائر ان يرعاها ليعيش عطاء الزيارة و ثمارها بمتابعة الامام (ع) في هذه الصفات و التضحية من أجلها. « السلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه. السلام عليك يا وارث نوح نبي اللّه. السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل اللّه. السلام عليك يا وارث موسي كليم اللّه. السلام عليك يا وارث عيسي روح اللّه. السلام عليك يا وارث محمد حبيب اللّه. السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي اللّه.» تأكيد علي كون الخط النبوي و احداً، و وارثه الذي ضحي من أجله قد تمثل هذه المعاني فكان بحق وريث الرسالات، و وارث الرسل و الانبياء (عليهم السلام) و من المفيد أن نشير إلي رواية عن الامام موسي بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في ثواب الزائر و شروط ذلك الثواب، حيث قال (ع): «ادني ما يثاب به زائر الحسين بشط الفرات اذا عرف حقه و حرمته و ولايته، ان يغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر» لقد اشترطت هذه الرواية للثواب العظيم بغفران الذنوب معرفة: 1ـ حقه، باعتباره اماماً يجب ان يتبع. 2ـ حرمته، أي:ان له حرمة و كرامة و تحرم مخالفته. 3ـ ولايته، أي: انه له احقية كما للبني (ص) فهو أولي بالمؤمنين من أنفسهم طبقاً لما اشار إليه رسول اللّه (ص) في حديث الغدير، عندما قال (ص): «ألست اولي بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: اللهم بلي، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه »[18]أي وليه الذي هو أولي به من نفسه. مجالس الذكر: وردت الروايات الشريفة مؤكدة علي مجالس ذكر اهل البيت (عليهم السلام) و احياء امرهم من خلالها، لان فيها ذكر اهدافهم الاسلامية السامية و بيان مدارسهم، و تأطير ذلك بالعاطفة، لكي تعيش الامة الهدف و العاطفة معاً. ان مجالس الحسين (عليه السلام) مدرسة سيارة للتثقيف و الوعظ و بث العلم و نشر المعرفة الاسلامية، و إلهاب روح الثورة و الرفض للظلم و ينبغي للواعين ان ينأوا بهذه المجالس عن حالة الاكتفاء بعرض الجانب المأساوي، مما يضبّب علي الاهداف و يضيعها، و يحوّل ثورة كربلاء العظيمة من ثورة رسالية يراد لها أن تأخذ بيد الامة لرفض الظلم، إلي مأساة و انكسار تحول بين الانسان و بين الثورة. ان مجالس ذكر الحسين (ع) ـ المنبر الحسيني ـ هي من اعظم نعم اللّه علي هذه الامة باعتبارها خير وسيلة اعلامية لبيان الاسلام و مفاهيمة و اهدافه.[19]