للاجابة علي استفسارك نلفت نظرك الكريم لما يلي: إن رغبة هارون الرشيد في الشهوات و الملذات و اللهو لم يكن امرا لفقه الشيعة عليه بل هو امر معروف و مشهور في المصادر السنية ايضا، فعلي سبيل المثال لا الحصر نأتي ببعض الامثلة: ان الاستاذ حسن ابراهيم حسن في الجزء الثاني من كتاب «تاريخ الاسلام السياسي» قال في اوصاف هارون الرشيد ما معناه: ان ما شوهد من العلماء و الشعراء و الفقهاء و القراء و القضاة و الكتاب و الندماء و المغنين في بلاط هارون الرشيد لم يشاهد في غيره من البلاطات اصلاً. و قد قال الامام جلال الدين السيوطي  نقلا عن «سير اعلام النبلاء»[1]  للذهبي ما هذا نصه: «اخبار الرشيد يطول شرحها، و محاسنه جمة و له أخبار في اللهو و اللذات المحظورة و الغناء، سامحه الله»[2]. و من الطريف الملفت أن الاستاذ أحمد فايز الحمصي في تهذيبه لكتاب «سير اعلام النبلاء» اسقط هذه العبارة مع انها نقطة حساسة في التعرف علي شخصية هارون الرشيد. و لعل المصدر الاهم المعتمد لدي الشيعة و السنة في هذا الخصوص هو كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني حيث كان في بدايته يتكون من مائة اغنية اعدها ابراهيم الموصلي و شخصان آخران لهارون الرشيد ثم توسع المؤلف في كتابه حتي جعله علي هذه الهيئة التي هو عليها. و باختصار: لو ان الباحث اراد ان يتوسع في هذا البعد من شخصية هارون الرشيد لكتب مقالا ممتعا و شيقا و شاملا.