منذ 3 سنوات

صحة زواج عثمان من بنتي النبي (ص).

المشهور عند مذاهب أهل السنة أن النبي (ص) زوج ابنتيه (رقية وأم كلثوم) من عثمان بن عفان ،ولذلك لقب بذي النورين . السؤال: ما رأي علماء المسلمين من الشيعة في هذا القول؟ وما ردهم عليه بالبرهان القاطع مع ذكر المصادر المعتمدة عند الفريقين؟


ان هذه المسألة من المسائل التاريخية التي وقع البحث فيها و دار الكلام بين النفي و الاثبات، و ممن ذهب الي نفي هذه القضية هو السيد مرتضي العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي (ص) حيث قال بعد ان نفي ان خديجة (ع) قد تزوجت قبل الرسول (ص): ان مما يدل علي عدم كون زوجتي عثمان من بناته صلي اللّه عليه و آله ـ عدا عن كون بعض الاقوال تنافي ذلك ـ ما ذكره المقدسي عن سعيد بن أبي عروة، عن قتادة قال: ولدت خديجة لرسول اللّه (ص): عبد مناف في الجاهلية، و ولدت له في الاسلام غلامين و اربع بنات: القاسم و به كان يكني: أبا القاسم، فعاش حتي مشي، ثم مات و عبد اللّه مات صغيراً. و ام كلثوم.و زينب .و رقيه.و فاطمة[1] و قال القسطلاني بعد كلام له:«و قيل:ولد له ولد قبل المبعث يقال له:عبد مناف، فيكونون علي هذا اثني عشر، و كلهم سوي هذا ولد في الاسلام بعد المبعث»[2] كما أن بعضهم ينص علي أنه قد صح عنده:أن رقيه كانت أصغر من الكل حتي من فاطمة عليها السلام‏[3] و بعد هذا ... المزیدفكيف نصدق قول من يقول:انهما تزوجتا في الجاهلية من ابني ابي لهب ثم جاء الاسلام ففارقاهما. يقول المقدسي:«فزوّج رسول اللّه رقية عثمان بن عفان، و هاجرت معه في الهجرتين إلي الحبشة و أسقطت في الهجرة الأولي علقة في السفينة»[4] نعم...كيف نصدق هذا، و نحن نعلم:أن الهجرة الأولي إلي الحبشه كانت بعد البعثة بخمس سنين، فكيف تكون رقية قد تزوجت قبل البعثة بابن أبي لهب، ثم فارقها ليتزوجها عثمان، و تحمل منه قبل الهجرة إلي الحبشة، و هي انما ولدت بعد البعثة؟!إن ذلك لعجيب!!و عجيب حقا!! ... و أن ذلك يؤكد و يؤيد:أن رقية التي تزوجها عثمان هي غير رقيه التي يدعي أنها بنت الرسول صلي اللّه عليه و آله و سلم و التي يقال:انها ولدت بعد البعثة، و أن التي تزوجها عثمان هي ربيبة النبي(ص) لا إبنته...و قد كانت العرب تطلق علي ربيبة الرجل أنها ابنته و كذلك يقال بالنسبة لأم كلثوم لأن الفرض أنها قد ولدت بعد البعثة... و أما عن زينب فلا نستطيع أن نطمئن إلي أنها كانت بنت رسول اللّه(ص)لاننا نجد. 1ـقول مغلطايي عن خديجة«...ثم خلف عليها أبو هالة النباش بن زرارة فولدت له هندا، و الحرث، و زينب، و كانت تكني أم هند، و تدعي الطاهرة[5] 2ـو عن عمرو بن دينار:أن حسن بن محمد بن علي أخبره:أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس بن عبد مناف، و كان زوجاً لبنت خديجة فجيئ به للنبي(ص)في قيد، فحلته زينب بنت النبي(ص)الخ...[6] فالتعبير اولا ببنت خديجة يشير أنها لم تكن ابنته، و إن كان عاد فذكر أنها بنت النبي فانه لا يبعد أنه يريد بنوتها له بالتربية، و الا فلماذا خصها اولا بأنها خصوص بنت خديجة؟ 3ـو يذكر الشيخ محمد حسن آل ياسين عن زينب أن:بعض المصادر تقول:إنها ولدت و عمره(ص) ثلاثون سنة[7]و تزوجها أبو العاص بن الربيع قبل البعثة و ولدت له علياًـ مات صغيرا - و امامة اسلمت حين اسلمت امها أول البعثة النبوية[8] و ذلك غير معقول فانه لا يمكن لبنت في العاشرة أن تتزوج و يولدها بنت، و تكبر تلك البنت حتي تسلم مع أمها في أول البعثة...هذا... و حيث لا تزال امها في العاشرة من عمرها[9] و بعد كل ما تقدم فاننا نستطيع ان نقول:اننا لا يمكن أن نطمئن بشكل نهائي إلي ما يقال:من أن عثمان قد تزوج ابنتي رسول اللّه(ص)للاحتمال القوي بأن تكونا ربيبتيه، و كذا بالنسبة لزينب زوجة أبي العاص...و لعل اصرار الآخرين علي بنوتهن له(ص)و ارسالهم له إرسال المسلمات يهدف إلي ايجاد منافسين لعلي في فضائله الخارجية و لذلك أطلقوا علي عثمان لقب(ذي النورين). هذا،مع العلم بأن سيرته لم تكن معهما علي ما يرام، و يلاحظ أيضاً روايتهم الموضوعة حول زواج علي بنت أبي جهل و التي مدح فيها رسول اللّه (ص) صهر أبي العاص لرسول اللّه ،تعريضاً بعلي(ع) الذي كان في مقام تحذيره و الازراء عليه. هذا تمام كلامه نقلناه بنصه.          

2