حديث ام سلمة مع عائشة حول خروجها في معركة الجمل
ارغب في الحصول علي نص الحدث الذي دار بين أم المؤمنين أم سلمة وعائشة حول تانيب النبي صلي الله عليه وآله وسلم للتي تحارب الامام علي بن ابي طالب منهما،خاصة في المصادر السنية وذلك ليكون رداً جلياً حول بغض عائشة للامام علي وبهدف الاثراء اثناء النقاش مع الاخوان السنة.
لاشك ان الذي يخرج علي الامام العادل يكون باغياً مهما كان و ان الرسول (ص) قد اخبر الامام علياً عليه السلام بانه سيقاتل من بعده صلي الله عليه واله وسلم الناكثين و القاسطين و المارقين. و ان الشخصية الاولي و القائد الأعلي في معركة الجمل (الناكثين) هي أم المؤمنين عائشة. و قد ذكر التاريخ تفاصيل تلك الحرب و ذكر ايضاً حوارها مع أم المؤمنين أم سلمه رضي الله عنها كما ذكر تحذير الرسول (ص) لها بصورة غير مباشرة من الخروج و قد تنبهت هي إلي هذا التحذير الا ان القوم قد اقاموا لها شهادة باطلة كما ستعرف ذلك انشاء الله تعالي. تحذير ام سلمة عائشة عن الخروج: بلغ ام سلمة اجتماع القوم و ما خاضوا فيه, فبكت حتي اخضل خمارها، ثم دعت بثيابها، فلبستها و تخفرت و مشت إلي عائشة لتعظها و تصدها عن رأيها في مظاهرة أميرالمؤمنين عليه السلام بالخلاف، و تقعد بها عن الخروج مع القوم. فلما دخلت عليها قالت: إنك سدة رسول الله (ص) بين أمته، وحجابك مضروب علي حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك، فلا تندحيه، ومكنك خفرتك، فلا تضيحها الله الله من وراء هذه الآية! قد علم رسول الله (ص) مكانك، فلو أراد أن يعهد إليك لفعل، بل نهاك عن الفرطة في البلاد. إن عمود الدين لايقام بالنساء إن مال، ولا يرأب بهن إن صدع، حماديات النساء: غض الأطراف، و خف الأعطاف، وقصر الوهازة، و ضم الذيول. ما كنت قائلة لو أن رسول الله (ص) عارضك ببعض الفلوات، ناصة قلوصاً من منهل إلي آخر! قد هتكت صداقته، و تركت حرمته و عهدته، إن بعين الله مهواك، و علي رسول الله (ص) تردين. و الله لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي: ادخلي الفردوس، لاستحييت أن ألقي محمداً (ص) هاتكة حجاباً قد ستره علي. اجعلي حصنك بيتك، و قاعة البيت قبرك، حتي تلقينه، و أنت علي ذلك أطوع ما تكونين لله لزمته، وأنصر ما تكونين. فقالت لها عائشة: ما أعرفني بوعظك، و أقبلني لنصحك! ولنعم المسير مسير فزعت إليه، و أنا بين سائرة أو متاخرة، فإن أقعد فعن غير حرج، و أن أسر فإلي ما لابد من الازدياد منه [1].[2] استرجاع عائشة لما وصلت إلي ماء الحوأب تاريخ اليعقوبي: مر القوم في الليل بماء يقال له: ماء الحوأب [3] فنبحتهم كلابه، فقالت عائشة: ما هذا الماء؟ قال بعضهم: ماء الحوأب. قالت: إنا الله و إنا اليه راجعون! ردوني ردوني! هذا الماء الذي قال لي رسول الله “ لاتكوني التي تنبحك كلاب الحوأب ”. فأتاها القوم بأربعين رجلاً، فأقسموا بالله إنه ليس بماء الحوأب. [4] شرح نهج البلاغة عن ابن عباس و عامر الشعبي و حبيب بن عمير: لما خرجت عائشة و طلحة و الزبير من مكة إلي البصرة، طرقت ماء الحوأب ـ و هو ماء لبني عامر بن صعصعة ـ فنبحتهم الكلاب، فنفرت صعاب إبلهم. فقال قائل منهم: لعن الله الحوأب، فما أكثر كلابها! فلما سمعت عائشة ذكر الحوأب قالت: أهذا ماء الحوأب؟ قالوا: نعم , فقالت: ردوني ردوني، فسألوها ما شأنها؟ ما بدا لها؟ فقالت إني سمعت رسول الله (ص) يقول: “ كأني بكلاب ماء يدعي الحوأب، قد نبحت بعض نسائي ” ثم قال لي: “ إياك يا حميراء أن تكونيها !”. فقال لها الزبير: مهلأ يرحمك الله، فإنا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ كثيرة، فقالت: أعندك من يشهد بأن هذه الكلاب النابحه ليست علي ماء الحوأب؟ فلفق لها الزبير و طلحة خمسين أعرابياً جعلا لهم جعلا، فحلفوا لها، و شهدوا أن هذا الماء ليس بماء الحوأب، فكانت هذه أول شهادة زور في إلاسلام! فسارت عائشة لوجهها [5] الجمل عن العرني ـ دليل أصحاب الجمل ـ: سرت معهم فلا أمر علي واد ولاماء إلا سألوني عنه، حتي طرقنا ماء الحوأب، فنبحتنا كلابها، قالوا: إي ماء هذا؟ قلت: ماء الحوأب. قال: فصرخت عائشة بأعلي صوتها، ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته، ثم قالت: أنا والله صاحبة كلاب الحوأب طروقاً، ردوني! تقول ذلك ثلاثاً، فأناخت و أناخوا حولها و هم علي ذلك، و هي تأبي، حتي كانت الساعة التي إناخوا فيها من الغد. قال: فجاءها ابن الزبير فقال: النجاء النجاء!![6] فقد أدرككم والله علي بن أبي طالب! قال: فارتحلوا وشتموني، فانصرفت.[7] قال رسول الله (ص) ـ لنسائه ـ : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب .[8] التي تنبحها كلاب الحوأب، فيقتل عن يمينها و عن يسارها قتلي كثيرة، ثم تنجو بعد ما كادت ؟![9] المستدرك علي الصحيحين عن أم سلمة: ذكر النبي (ص) خروج بعض امهات المؤمنين فضحكت عائشة, فقال: انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت .ثم التفت إلي علي فقال: إن وليت من أمرها شيئاً فارفق بها [10] تعليق: قال ناصرالدين الألباني في كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ بعد ذكر حديث كلاب الحوأب: ـ إن الحديث صحيح الإسناد ولا إشكال في متنه. فإن غاية ما فيه إن عائشة لما علمت بالحوأب كان عليها إن ترجع، و الحديث يدل إنها لم ترجع! و هذا مما لايليق إن ينسب لام المؤمنين. وجوابنا علي ذلك: إنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم، إذ لاعصمة إلا لله وحده ـ والسني لاينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتي يرفعه إلي مصاف أئمة الشيعة المعصومين! ولانشك أن خروج ام المؤمنين كان خطأ من أصله ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي (ص) عند الحوأب، ولكن الزبير أقنعها بترك الرجوع بقوله: عسي الله أن يصلح بك بين الناس. ولا نشك أنه كان مخطئاً في ذلك ايضاً. والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدي الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلي، ولاشك أن عائشة هي المخطئة لأسباب كثيرة و أدلة واضحة، و منها: ندمها علي خروجها. و ذلك هو اللائق بفضلها و كمالها، و ذلك مما يدل علي أن خطأها من الخطأ المغفور، بل المأجور!! أقول: إننا نقلنا هذا الكلام للاستدلال علي إتفاق الشيعة و السنة علي خطأ عائشة في إشعال معركة الجمل، بحيث أن شخصاً مثل الألباني قبل بهذا الأمر و سلم به! ولايخفي ما في توجيهاته لهذا الخطأ من قبل عائشة.