logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

رأي القران الكريم في تاريخ كتابة الانجيل

بماذا نستنتج عندما نقرأ الآيات الكريمة بخصوص الإنجيل في القرآن , هل نستنتج إنه كتب قبل رفع السيد المسيح عليه السلام أو بعده ببضع سنيين , مع العلم ان الإنجيل الموجود حاليا هو محرف ويزعمون إنه كتب بعد رفع السيد المسيح عليه السلام ببضع سنيين من قبل أشخاص معروفين و البعض الآخر مجهول؟


من خلال مراجعة آيات الذكر الحكيم في خصوص الانجيل   يمكن الوصول الي النتائج التالية : ان القرآن الكريم يؤكد ان الانجيل الذي هو بمعني « البشارة » قد انزل علي السيد المسيح عليه السلام من السماء حيث يقول سبحانه ( وَ آتَيْناهُ الْإِنْجيلَ فيهِ هُديً وَ نُور )[1] . ان القرآن الكريم لم يفصّل القول في كلامه حول كيفية نزوله علي عيسي عليه السلام كما فصّل القول في نزول القرآن او التوراة . ثم ان القرآن الكريم يري ان الانجيل امتداد للتوراة الا ما استثناه عيسي المسيح عليه السلام علي ما حكاه الله تعالي من قوله :  (وَ لِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطيعُون‏ ) .[2] فالقرآن يشير الي ضابطة مهمة و نكته دقيقة تكون هي المعيار في اثبات التحريف و عدمه و هي البشارة التي بشر بها السيد المسيح عليه السلام بالنبي الاكرم (ص) حيث قال:( وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتي‏ مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد )[3] و من هنا فكل انجيل يفتقد الي هذه البشارة لا شك انه متعرض للتلاعب و الحذف. كما اشار القرآن الي انحرافهم العقائدي و وضع فكرة الثالوث و القول بالوهية المسيح – و هذا ما يتزه منه الانجيل الحقيقي غير المحرفّ – حيث يقول تعالي  (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا في‏ دينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ) [4] . و هذه الآية واضحة في انهم ادخلوا هذه الفكرة في الانجيل و هذا هو عين التحريف .  و في آية اخري يشير الذكر الحكيم الي ان النصاري و اليهود منحوا لرهبانهم و احبارهم حق التدخل في الشريعة و التحليل و التحريم ، حيث قال تعالي  (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّه‏)[5]  و الحقيقة ان الرسول الاكرم (ص) فسّر هذه الآية حيث قال لعدي بن حاتم « يحللون الشيء فتحلونه و يحرمون الشيء فتحرمونه » و هذا يدل علي ان انجيلهم قد تلاعبت به يد القساوسة و الرهبان و هو عين التحريف . هذه اشارة سريعة الي موقف القرآن الكريم من الانجيل و لكن مع هذا لم يتعرض القرآن الكريم الي تاريخ هذا التحريف و ذلك لسببين . الاول : ان القرآن يشير في منهجه الي اصل الفكرة و يترك التفاصيل الجانبية. الثانية : من الطبيعي ان التحريف في حياة الرسول-عيسي عليه السلام- مستبعد ، فلا بدّ ان يكون بعده . و من الملاحظ ان هذه الرؤية القرآنية يعترف بها – ضمنا_ الكثير ممن كتب عن تاريخ  الانجيل فعلي سبيل المثال تشير الكاتبة « نهي النجار » في كتابها « الديانة المسيحية» و الذي يقع ضمن موسوعة الاديان السماوية و الوضعية » برقم 6 ، حيث تقول : اذا نظر المسلم الي الكتاب المقدس ، تبين له انه يختلف جدا عن القرآن الكريم .فالقرآن كتاب واحد ، نقلّه بلغة واحدة رجل واحد ، خلال فترة واحدة من الزمن ، و ان دامت 23 عاما ، اما الكتاب المقدس علي عكس ذلك ، فهو مجموعة من الكتب ( 73 سفرا ) ألّفت او جمعت بلغات مختلفة طوال فترة زمينة دامت 1500 سنة ، و قام بهذه المهمة الدقيقة عدد كبير من الكتاب الملهمين ، لم يحفظ لنا التاريخ اسماء الكثير منهم . لذا تعكس الاسفار تنوعا في الاساليب التاريخية ، و ما يعرف بالفنون الادبية ، ثم تقول : و اهم الفنون الادبية الواردة في الكتاب هي : 1- الرواية التاريخية. 2- القصيدة الشعرية . 3- التعليم الحكمي . 4-الفنّ النبوي . 5-فن الرؤيا . 6- فن الرسالة .[6] و تقول في موضع آخر : كتب العهد الجديد في مدّة لا تتعدي المئة من السنين ، و باللغة اليونانية التي كانت في ايام المسيح .و هناك ترجمات قديمة للعهد الجديد ، اما اقدم النصوص اليونانية فتعود الي القرن الثاني بعد المسيح .[7] و تقول في موضع ثالث : اوّل الاناجيل في لائحة اسفار العهد الجديد هو انجيل متي و من الراجح ان متي كتبه في سورية في حوالي الثمانينات لمسيحيين من اصل يهودي.[8]

1