انا شيعي اعاني من سخرية الناس انهم يسمعوني كلمات غير جيدة وانا اكتفي بالصمت والدعاء لهم بالهداية لاتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام هل استمر بالسكوت ام اجادل كما يجادلون؟.
لقد اطلعنا علي رسالتك المؤلمة و التي يتعرض لها الكثير من المؤمنين و علي طول الخط الرسالي، و لك في الانبياء و الرسل و خاصة الرسول الاكرم ( ص ) اسوة حيث تعرضوا لانواع الاذي و السخرية و التشهيد، و ما نحن نذكر لك نماذج من ذلك لكي تكون عاملا مساعدا انشاء الله تعالي في تجاوز هذه المحنة.
لقد تعرض الانبياء و الصالحون لانواع العذاب يمكن اجمالها في الامور التالية:
التكذيب.
السخرية و الاستهزاء.
التخويف.
الاشاعة.
اما التكذيب فيقول سبحانه:
( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلينَ ).[1].
( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسي بِآياتِنا وَ سُلْطانٍ مُبين*إِلي فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ قارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّاب ).[2]
( كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلين ).[3]
( كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلين ).[4]
( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلين ).[5]
اما بالنسبة الي الرسول الاكرم (ص) يقول سبحانه:
( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُون )[6]
و يقول سبحانه: ( كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ ) [7]
و قوله مخاطبا النبي صلي الله عليه وآله وسلم ( وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَ هُوَ الْحَق ).[8].
اما السخرية و الاستهزاء
نوح عليه السلام : ( وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ ) .[9]
و اما في حق الامم السابقة فيقول سبحانه:
( وَ ما يَأْتيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُن ) [10].
و انظر سورة يس الآية 30 و سورة البقرة الآية 212 ، و المطففين 29 – 32 .
و اما في حق الرسول الاكرم ( ص) فيقول تعالي :
( وَ إِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَ هذَا الَّذي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً ).[11]
و قال تعالي:( وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِك ).[12]
و اما التخويف
فقد ذكر القرآن الكريم انواعا كثيرة من التخويف تعرّض لها المؤمنون منها :
ا -التخويف بايقاع الاذي انظر سورة العلق الآيات 9-14 .
ب- التخويف بعرض انواع العذاب ، انظر سورة طه الآيات 71-73 ، في قصة فرعون مع السحرة : و كذلك انظر الاعراف الآية 124 حيث يقول تعالي ناقلا موقف فرعون:
( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعين ) .
ج – مصادرة الحرية: ( قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْري لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونينَ ).[13] ا
د - الرجم ( قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومينَ )[14]
ه – الابعاد و التهجير القسري و الاخراج من الوطن
( قالَ أَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتي يا إِبْراهيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَ اهْجُرْني مَلِيًّا )[15] و قال تعالي :
( وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ في مِلَّتِنا )[16] ،
و قال تعالي : ( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُم )[17].
و- التخويف من الحرق بالنار.
قال تعالي يعرض ما حصل مع ابراهيم عليه السلام:
( قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلين ).[18]
اسلوب الاشاعة
فقد اشاعوا عن الانبياء الكثير الكثير و من جملة الاشاعات التي الطلقت في حق الانبياء عليهم السلام :
ا – اشاعوا ان نوحا عليه السلام يريد الزعامة و الرئاسة ( يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ [19]
ب – اشاعوا انه عليه السلام مجنون .
( وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِر )[20]
ج – اشاعوا ان ابراهيم يشتم الالهة
( قالُوا سَمِعْنا فَتًي يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهيم ) [21]
د – اشاعوا عن هود ان الآلهة قد اصابته بسوء نتيجة تزكه لها و عدم عبادتها:
( إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوء )[22]
و اشيع عن هود عليه السلام انه سفيه نعوذ بالله من ذلك ( إِنَّا لَنَراكَ في سَفاهَة ) [23]
ه- و اشيع عن موسي و هارون انهما ساحران.
( قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِران ) [24]
و – و اشيع عن يوسف تهمة الوقوع في الزنا ، انظر يوسف 30 .
ز- و اشيع عن الرسول الاكرم ( ص) اشاعات كثيرة ، منها:
1- انه مجنون ، انظر المؤمنون 70.
2- انه كاذب ، انظر سبأ الآية 8.
3- انه ساحر ( وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّاب )[25]
و غير ذلك من وسائل الاشاعة و الايذاء .
فلك في الرسول و اهل بيته اسوة، و لا تنس ان كثيرا من الائمة و الصالحين و المؤمنين راحوا ضحية هذا الطريق الحق و علي رأس هؤلاء الامام الحسين عليه السلام.
و اخيرا نقول لك كما قال الامام الصادق لاحد اصحابه (يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ )[26] .
و لكن ايها الاخ الكريم لا يعني كلامنا هذا ان لا تستعد للحوار و النقاش بعد ان تطالع الكتب التي كتبت في هذا المجال و يكفيك ان تطالع كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، و كتب الاستاذ التيجاني و غيره من الذين تحولوا من المذاهب السنية الي التشيع.فاذا ما تمكنّت من ذلك حينئذ بامكانك الدخول في حوار هادئ و بناء مع الاخوة علي قاعدة
( ِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَن ) [27]