لماذا لم يمنع أمير المؤمنين صلاة التراويح؟

الاجابة عن السؤال المطروح تستدعي دراسة الظروف التي تسلّم بها امير المؤمنين عليه السلام الحكم، و هذا ما يحتاج إلي بحث طويل لا يسع المجال هنا لبيانه.و لكن نقول علي نحو الاختصار: 1- ان امير المؤمنين عليه السلام استلم الحكم بعد 25 عاما رسخ فيها منّ كان قبله فكرة تقديس الحاكم و هذا ما يظهر بجلاء من خلال البيعة التي تمت للخليفة عثمان حيث كان من شروط البيعة (العمل بسيرة الشيخين) اذا هذا المفهوم الذي ترسخ يحتاج الي زمن طويل و امكانات كافية لا زالته. 2- اننا اذا نظرنا الي تاريخ الامام عليه السلام– و خاصة فترة حكمه عليه السلام التي استمرت خمس سنوات– نجد ان الامام عليه السلام واجه تمرّدا لا نظير له فاوّل التمرد تمثل في جبهة الناكثين ثم القاسطين و تبعهم بعد ذلك المارقون، حيث اندلعت ثلاث حروب دامية ( الجمل – صفين – النهروان ) واخذت من وقت الامام و اهتمامه الشيء الكثير، اضف الي ذلك ان تمرّد معاوية لم ينته حتي آخرايام حياة الامام عليه السلام و لذلك كان الامام عليه السلام يعيش حربا شعواء والشاهد علي ذلك الهجمات التي كان يشنها جيش معاوية علي الممالك الاسلامية. [1] 3- اذا اخذنا بنظر الاعتبار تلك الامور يكون من الطبيعي ان يهتم الامام بالامور الاهم و يترك المهم، و من هنا يقول علماء الاصول: اذا تعارض الامر بين الاهم و المهم، قدّم الاهم[2]، و من الواضح ان الامام قدّم الاهم و هو الدفاع عن الاسلام و الدولة الاسلامية، و أجّل المهم (المنع عن صلاة التراويح) الي فرصة اخري، و لكن للاسف الشديد عاجلته يد المنون علي يد الشقي ابن ملجم. و خلاصة الأمر: ان الامام لم يكن مبسوط اليد بالمعني المذكور بل كانت امامة الكثير من المعوقات التي تمنع من ذلك.