منذ سنتين

حديث:(كنت نبيا وآدم بين الطين والماء) واستحالة ان يجتمع امامين في وقت واحد

جاء في الحديث عن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال:(كنت نبيا وآدم بين الطين والماء)، ما معني نبوة النبي صلي الله عليه وآله وسلم قبل ولادته، وهل ينطبق الأمر نفسه علي إمامة أمير المؤمنين، وهل كانوا أئمة علي بقية الأئمة؟ إن كانوا أئمة علي بقية الأئمة ألا يتعارض ذلك مع استحالة اجتماع امامين في وقت واحد؟


قد ورد الحديث في مصادر الفريقين[i]، نكتفي ببعضها: روي الترمذي عن أبي هريرة قال: قالوا: يارسول الله، متي وجبت لك النبوة؟ قال :" وآدم بين الروح والجسد" . وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب ورواه ابو نعيم والبيهقي والحكم وصححه، ورواه البزار والطبراني وابونعيم ايضا من رواية ابن عباس رضي الله عنهما. وعن ميسرة الفجرقال: قلت: يا رسول الله متي كنت نبيا؟ قال:" كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " رواه الامام احمد والبخاري في التاريخ والطبراني والحاكم وصححه وقال الحافظ الهيثمي في رجال احمد والطبراني: رجالهما رجال الصحيح. وهذا يعني ان الله علم بنبوبته وشاء ذلك قبل ان يخلق آدم عليه السلام، وهذا لايعني ان نبوته الفعلية كانت قبل آدم وغيره من الانبياء ، بل نبوته الفعلية كانت في آخر السلسلة ولهذا فهو خاتم الانبياء والمرسلين، وهكذا الامر بالنسبة الي الائمة من أهل البيت عليهم السلام. نعم هناك تفسير آخر لرواية ( كنت نبيا ) وهو ان يقال: ان للنبي الاكرم اكثرمن نشأة منها النشاة العقلية والنشاة الملكوتية والنشاة المادية، وبهذا تكون الرواية ناظرة الي انه صلي الله عليه وآله وسلم كان نبيا في تلك النشآت قبل ان يخلق آدم عليه السلام لا في النشاةالمادية المتاخرة.ومنه اتضح جواب السؤال الآخر،لان حديث استحالة ان يجتمع امامان في وقت واحد، ناظر الي الامامة الفعلية، فعلي سبيل المثال اجتمع في عصر واحد اكثر من امام هم: (الامام علي والحسن والحسين والامام السجاد عليهم السلام) ولكن الامامة الفعلية كانت لامير المؤمنين عليه السلام، ثم انتقلت الي الامام الحسن عليه السلام وهكذا، وما ذلك الا لتوحيد القيادة ومركزية القرار، اذا لاتعارض في البين ابدا.

1