هل ان علماءنا الشيعة يقولون ان القرآن ليس بكامل او محرف؟
ان عدم تحريف القرآن من المسائل المسلمة عند الشيعة الامامية، ولقد بحثت تلك المسالة في الكتب التفسيرية تارة، وبصورة مستقلة تارة أخري، كذلك بحثت في الكتب العقائدية في مجال رد الشبهات التي تثار حول الشيعة باستمرار، ونحن هنا لايسعنا المجال لاستعراض المسالة من جميع جوانبها، لذلك نكتفي باشارة مختصرة للمسالة فنقول:
1-ان المستقصي للادلة الروائية والتاريخية بالاضافة الي ما تفرضه طبيعة الاشياء، يجد ان القرآن الكريم قد حظي باهتمام بالغ من قبل المسلمين، يمنع دخول التحريف اليه، وهو يمثل دستور المسلمين والمصدر الاساسي لكيانهم، ثقافة وسياسة وعقيدة.
2- ثبت بالدليل ان القرآن قد جمع ودوَن في حياة الرسول الاكرم (ص) انطلاقا من اطلاع الرسول ومعرفته بتاريخ الرسالات، وما لعبه المحرفون فيها، لذلك بذل جهدا كبيراً في جمعه والحفاظ عليه من يد التحريف.
3- ان الامة قد راقبت القرآن مراقبة دقيقة، حيث كانت ترصد أي محاولة من شانها المساس بكتاب الله ولو بحرف واحد.[1].
4- نعم توجد في الكتب الحديثية روايات قد يظهر منها القول بالتحريف ولكن هذه الروايات:
الف: قد درست بصورة منفصلة، أي بحث العلماء عن كل رواية رواية وبينوا ضعفها ان كانت ضعيفة او توجيهها ان كانت قابلة للتوجيه بنحو لا يمس كرامة القرآن الكريم ولو يسيرا.
ب: بعد دراسة الروايات منفردة اعطاء نظرة كلية لها، يقول الامام الخميني (قدس) في هذا المجال:
ان الواقف علي عناية المسلمين بجمع الكتاب [يعني القرآن] و حفظه و ضبطه و قراءته و كتابته يقف علي بطلان تلك المزعمه (التحريف) و انه لاينبغي ان يركن اليها ذومسكة و ماوردت فيه من الاخبار بين ضعيف لايستدل به، الي مجعول يلوح منه أمارات الجعل، الي غريب يقضي منه العجب، الي صحيح يدل علي ان مضمونه تأويل الكتاب و تفسيره.[2]
علما ان وجود الروايات الدالة علي التحريف لايختص بالمصادر الشيعية، بل المصادر السنية تحتوي علي الكثير منها، انظر في هذا المجال كتاب الاتقان للسيوطي وغيره [3]، علما اننا نعتقد ان وجود الرواية في الكتب الحديثية لايدل علي الاعتقاد بها، ولذلك لانرمي اخواننا أهل السنة بالقول بالتحريف، الا انه وللاسف الشديد ان هناك البعض من أهل السنة يرمي الشيعة بالقول بالتحريف لمجرد وجود الرواية!!! غافلا عن اننا لو طبقنا هذا المنهج عليهم لخرجنا بنفس النتيجة التي خرج بها، ولكننا نتقي الله ان نرمي مسلما بالكفر، لان هذه التهمة كبيرة جدا، الا اذا ثبت كفره بالدليل القاطع.
ثم انه لاريب ان القرآن الذي بين ايدي المسلمين هو نفس القرآن الذي نزل علي صدر الرسول الاكرم (ص) لم يزد فيه ولم ينقص منه شيء قطعا.