منذ سنتين

الطواف بالقبور

ما حكم الطواف بالقبور وتعظيمها وطلب الشفاعه اليها والله تعالي يقول: (ولاتدعو مع الله الها اخر...)؟


ان التعبير عن الزيارة "بالطواف" غير دقيق ان لم نقل خطأ، لان الطواف في عرف المسلمين ينصرف الي عبادة خاصة يقوم بها الحاج في مكة، والذي نعتقده ان خصوم الشيعة يحاولون الاستفادة من هذه المصطلحات لايهام السامع بان الشيعة تقوم بهذه الاعمال في مقابل ما يقوم به المسلمون في الحج لصرف الناس عن الحج، ولشق وحدة المسلمين، ولاريب ان الامر ليس كذلك قطعا، لان الشيعة من أحرص الناس علي الالتزام بالامور العبادية وخاصة فريضة الحج التي يبذلون من أجلها الغالي والنفيس، ويشهد علي ذلك كتبهم الفقهية وتاريخهم الطويل. اذا عرفنا ذلك نقول: ان ظاهرة زيارة القبور لم تقتصر علي المجتمع الديني، بل تشمل كل المجتمعات، والشريعة المقدسة قد اقرتها بل اهتمت بها، والثابت عن الرسول الاكرم (ص) انه كان يزور قبور الموتي كقبر أمه رضي الله عنها وقبور الصحابة في البقيع. اما سيرة المسلمين فقد كانت مستمرة علي زيارة قبور الموتي من الانبياء والصالحين في زمن حياة الرسول وبعد وفاته الي يومنا هذا. وها نحن نذكر بعض الروايات التي تدل علي مشروعية الزيارة: ما روي عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) انه قال:" ما من رجل يزور قبر حميمه فيسلَم عليه ويقعد عنده الا رد عليه السلام وانس به ، حتي يقوم من عنده ".[1] وعن ابي هريرة ايضا: ان النبي صلي الله عليه واله وسلم أتي المقبرة فقال:" السلام عليكم دارقوم مؤمنين ، وانا ان شاء الله بكم لاحقون " [2] وعن بريدة  انه قال: كان رسول الله (ص) يعلمهم اذا خرجوا الي المقابر ان يقول قائلهم :" السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وانا ان شاء الله بكم لاحقون ،نسال الله لنا ولكم العافية " [3] روي عن عائشة ان النبي (ص) قال:" امرني ربي ان اتي البقيع فاستغفر لهم " . قلت : كيف اقول يارسول الله؟ قال: قولي " السلام  علي اهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منَا والمستاخرين وانا انشاء الله بكم  لاحقون " [4] هذه بعض الروايات وما تركناه اكثر روما للاختصار، والتي تدل علي ان الزيارة اذا لم تكن امرا مستحبا فعلي اقل تقدير انها مباحة. ثم هناك شاهد وجداني هل تعتقد ان جميع المسلمين بما فيهم من متشرعة وفقهاء وعلماء كلهم علي خطا طوال هذا التاريخ الطويل حتي ظهر ابن عبد الوهاب ومن قبله ابن تيمية ليحرم ذلك ؟!!! لاريب ان هذه المخالفة لاقيمة لها لانها مخالفة للاحاديث النبوية الثابتة ولسيرة المسلمين ولاجماعهم علي استحبابه.