logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

تحريف القرآن

ما هو قولكم بأن الكثير من علماء الشيعة قالو بتحريف القرآن؟ هل القرآن الذين بين يدي الناس هو قرآن محرف أم كما انزله الله علي رسوله (ص) لا زيادة فيه ولا نقصان؟ وما هو حكم من قال بتحريف القرآن؟ هل يكفر؟


ان عدم تحريف القرآن من المسائل المسلمة عند الشيعة الامامية، ولقد بحثت تلك المسالة في الكتب التفسيرية تارة، وبصورة مستقلة تارة أخري وتارة ثالثة بحثت في الكتب العقائدية في مجال رد الشبهات التي تثار حول الشيعة، ونحن هنا لايسعنا المجال لاستعراض المسألة من جميع جوانبها ، لذلك نكتفي باشارة مختصرة للمسالة فنقول: ان المستقصي للادلة الروائية والتاريخية بالاضافة الي ما تفرضه طبيعة الاشياء، يجد أن القرآن الكريم قد حظي باهتمام بالغ من قبل المسلمين، يمنع دخول التحريف اليه ، وهو يمثل دستور المسلمين والمصدر الاساسي لكيانهم، ثقافة وسياسة وعقيدة . ثبت بالدليل أن القرآن قد جمع ودوَن في حياة الرسول الاكرم (ص) انطلاقا من اطلاع الرسول ومعرفته بتاريخ الرسالات، وما لعبه المحرفون فيها، لذلك بذل صلي الله عليه وآله وسلم جهدا كبيرا في جمعه والحفاظ عليه من يد التحريف. ان الامة قد راقبت القرآن مراقبة دقيقة، حيث كانت ترصد أي محاولة من شانها المساس بكتاب الله ولو لحرف واحد . [1] نعم توجد في الكتب الحديثية روايات قد يظهر منها القول بالتحريف ولكن هذه الروايات: الف : قد درست بصورة منفصلة، اي بحث العلماء عن كل رواية رواية وبينوا ضعفها ان كانت ضعيفة او توجيهها ان كانت قابلة للتوجيه بنحو لا يمس كرامة القرآن الكريم ولو يسيرا.  ب : بعد دراسة الروايات منفردة اعطاء نظرة كلية لها، يقول الامام الخميني (قدس ) في هذا المجال: ان الواقف علي عناية المسلمين بجمع الكتاب [يعني القرآن] و حفظه و ضبطه و قراءته و كتابته يقف علي بطلان تلك المزعمة (التحريف) و انه لاينبغي ان يركن اليها ذومسكة و ماوردت فيه من الاخبار بين ضعيف لايستدل به، الي مجعول يلوح منه أمارات الجعل، الي غريب يقضي منه العجب، الي صحيح يدل علي ان مضمونه تأويل الكتاب و تفسيره. [2] ملاحظة: وجود الروايات الدالة علي التحريف  لاتختص بالمصادر الشيعية، بل المصادر السنية تحتوي علي الكثير منها، انظر في هذا المجال كتاب الاتقان للسيوطي وغيره ،وكذلك انظر الكثير من الكتب الشيعية التي صنفت في هذا المجال. [3]، علما اننا نعتقد ان وجود الرواية في الكتب الحديثية لايدل علي الاعتقاد بها، ولذلك لانرمي اخواننا اهل السنة بالقول بالتحريف، الا انه وللاسف الشديد ان هناك البعض من أهل السنة يرمي الشيعة بالقول بالتحريف لمجرد وجود الرواية!!! غافلا عن اننا لو طبقنا هذا المنهج عليهم لخرجنا بنفس النتيجة التي خرج بها ،ولكننا نتقي الله من ان نرمي مسلما بالكفر، لان هذه التهمة كبيرة جدا، الا اذا ثبت كفره بالدليل القاطع. فلاريب اذا ان القرآن الذي بين ايدي المسلمين هو نفس القرآن الذي نزل علي صدر الرسول الاكرم (ص) لم يزد فيه ولم ينقص منه شيء قطعا. ثم ان  مدعي التحريف اذا كان يريد بقوله هذا التنقيص من الرسالة الاسلامية وبث الشك والريبة في قلوب المسلمين والاساءة الي مصدرهم الاساسي وتكذيب الرسول(ص) الذي اورد الآية التي تخبر عن تكفل الله بحفظ القرآن، فلاشك انه كافر. واما اذا كان يذهب الي ذلك ايمانا منه بصحة الاحاديث الواردة في المصادر وانه غافل عما في ما يذهب اليه من لوازم، فهذا يقال في حقه مخطئ، ولايقام لرأيه وزن، مهما كان، فعلي سبيل المثال هناك من العلماء من يري ان الله ينزل الي السماء الدنيا، او انه يري في الاخرة!!!، ولازم ذلك ان يكون الله تعالي جسما، فهل يصح لنا ان نكفره؟ قطعا لا، لماذا؟ لانه لم يصرح بالجسمية وانما لازم قوله التجسيم فلعل له تأويلا او تفسيرا لكلامه، اذ مجرد كون الكلام له لازم مخالف لايستدعي الكفر، والا لاخرجنا الكثير من الناس من الاسلام.

5