منذ سنتين

ترك بعض الأحكام من قبل الامة بسبب غيبة الإمام

كيف يسوغ للأمة ترك بعض الأحكام لمجرد أن الإمام غائب؟ وهل أن حكم الإمام المنتظر الذي قُدِّر بسبع سنوات أو أربعين علي أطول تقدير يساوي هذا الانتظار الذي امتد إلي الآن أكثر من ألف سنة والله أعلم كم يمتد بعد ذلك؟


في مقام الجواب نقول: اولا: الحقيقة ان الاسلام وان احترم العقل واولاه اهمية خاصة، الا ان ذلك لايعني ان الاسلام وضع الامور كلها بيد العقل هو الذي يامر وينهي ويحدد المفاهيم، لانه مع هذا الفرض يكون وجود الدين كعدمه، ولوجب ان يؤخذ الدين من الفلاسفة والعلماء لا من الانبياء وكتب الوحي. ان للعقل دائرة، وللدين دائرة أخري، وكل منهما يترك للآخر الحكم في دائرة اختصاصه، علي ان يقر كل منهما الآخر، ولايعارضه في شيء، والانسان بحاجة الي الاثنين ،حيث لاتتم السعادة والنجاح الا بهما معا، ولاشك ان مسالة الامام المهدي عجل الله فرجه هي من صلاحيات الشرع هو الذي يقول كلمته فيها، وقد قالها والحمد لله من خلال الآيات والروايات الكثيرة، ولم يعارض ذلك العقل، بل ان العقل يعد ذلك في دائرة الممكنات وليس في دائرة الممتنعات عقلا. ثانيا: من قال ان الامة تعطل الاحكام طوال هذه الفترة، فهل تعطلت الصلاة او الصوم او الحج او الزكاة او...؟! لم يتعطل ذلك ابداً. قد تقول: ان البيان الذي ياتي به الامام عجل الله فرجه أصح وادق وابين في فرعيات تلك العبادات الضرورية وغيرها؟ نقول: لاشك ولاريب ان الامر كذلك، ولكن هذا لايعني تعطيل الاحكام بحال، اذ يمكن ان يكون ذلك شبيها – الي حد ما - بتوالي الرسالات، فلا ريب ان ما جاء به الرسول الاكرم (ص) اكمل من رسالة النبي موسي أو النبي عيسي عليهما السلام، ولاشك ان الفاصلة بينهما طويلة جدا، فهل يصح ان نعترض علي الفاصلة الزمنية؟! لاريب ليس لنا الا التسليم بذلك لان المولي هو العالم بما تحتاج اليه البشرية وما يصلح امرها. ثالثا: علي فرض عدم تمامية الامرين السابقين نقول هنا: ان الروايات التي تعرضت لحكومة الامام عجل الله فرجه ذكرت اكثرمن رقم، فبعضها قالت انها خمس سنوات وبعضها الآخر سبع سنوات وبعضها اربعين سنة ورابعة ذكرت انها 309 سنين بعدد سنين اصحاب الكهف، وهنا يقول الشيخ اية الله مكارم الشيرازي: لاتنافي بين الروايات، اذ يمكن حمل روايات الخمس او السبع علي مرحلة نشوء حكومته عجل الله فرجه، وحمل روايات الاربعين علي انها ناظرة الي تكاملها، وروايات 309 علي مرحلتها النهائية، انتهي كلامه دام ظله العالي.[1] ونحن نضيف هنا ان هناك من الروايات تؤكد انه يحكم بعده مهديون كثيرون، حينئذ يرتفع الاشكال من الاساس.