منذ 3 سنوات

جمع القرآن

بالنسبة لموضوع جمع القرآن فإن الشيعة تقول: بأنه كان مجموعاً على عهد الرسول(صلى الله عليه وآله)، وتقول: بأن الإمام عليا(عليه السلام) قد قعد في بيته ستة أشهر يجمع القرآن، فإذا كان الرسول قد جمعه فما معنى جمع الإمام (عليه السلام ) له؟ ولماذا؟ وكيف جمعه الإمام؟ ألا يفترض هو مجموع عنده وقد أعطاه إياه الرسول(صلّى الله عليه وآله)؟


إننا نعتقد أن القرآن الكريم قد دون في زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إذ ليس من المعقول أن يترك الرسول (صلى الله عليه وآله) الدستور الإلهي الذي هو دستور الناس إلى يوم القامة من دون أن يدونه، ويكتبه، وأن الإمام علي (عليه السلام) هو أول من بادر إلى جمع القرآن الكريم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال العياشي في تفسيره: أمر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الإمام علي (عليه السلام) أن لا يخرج بعد رحيله من بيته لغير الصلاة، حتى يجمع كتاب الله (الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص 252). وقال ابن النديم أيضاً: إن الإمام علي (عليه السلام) قد آلى على نفسه بعد رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن لا يرتدي برداء، ولا يخرج من بيته إلا لصلاة، حتى يجمع القرآن؛ فلزم داره حتى جمع القرآن (ابن النديم، الفهرست، ص 47 ـ 48). وإلا ما معنى قولهم فلان كاتب الوحي! نعم هناك عملية تنظيم وترتيب لآياته وسوره و ... المزید قام بها الإمام (عليه السلام) مع إضافة بعض التفاسير وبيان أسباب النزول وغير ذلك من الأمور، علما أن القرآن كما كان مدونا في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) على الورق والخشب والجلود،وكذلك محفوظا في صدر علي (عليه السلام)، وحيث إن الإمام علي (عليه السلام) عمد إلى جمع القرآن على ترتيب نزوله، فقد كان هذا القرآن متميّزاً وفريداً من نوعه، ومن هنا كان منذ البداية محط الأنظار بشكل خاص. حتى قال الإمام علي (عليه السلام): (ما نزلت آية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أقرأنيها وأملاها عليّ؛ فأكتبها بخطي (انظر: راميار، محمود، تاريخ قرآن، ص 367)، وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها)(انظر: العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 226؛ وانظر أيضاً: البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، ج 1، ص 40 ـ 41، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، بيروت، 1999). امتاز مصحف الإمام (عليه السلام) بعدة مواصفات فريدة وذات فائدة علمية مهمة هي: أولاً: إثبات نصوص الكتاب كما هي من غير تحوير أو تغيير أو أن تشذ منه كلمة أو آية. ثانياً: إثبات قراءته كما قرأه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرفا بحرف. ثالثاً: اشتماله على توضيحات – على الهامش – وبيان المناسبة التي استدعت نزول الآية، والمكان الذي نزلت فيه، والساعة التي نزلت فيها، والأشخاص الذين نزلت فيهم. رابعاً: اشتماله على تأويل القرآن.

2