يجمع الامامية علي ان القرآن مخلوق محدث لم يكن ثم كان.[1]
وهم بذلك يقصدون الالفاظ الحروف المقروءة التي تضمَنها كتاب الله تعالي الذي انزلة علي نبية (ص).
وهكذا يتضح اعتقاد الامامية في هذة المسالة والي هذا المعني اشار الطباطبائي بقوله:
"ان اريد بالقرآن هذه الآيات التي نتلوها بما انها كلام الله دال علي معان ذهنية فهو ليس بحسب الحقيقة لاحادثا ولاقديما، وانما هو متَصف بالحدوث بحدوث الاصوات التي هي معنونة بعنوان الكلام والقرآن، وان اريد به ما في علم الله من معانيها الحقة كان كعلمه تعالي بكل شيء حقا قديما بقدمه، فالقرآن قديم أي علمه تعالي به قديم".[2]
اما الاشعري فيذهب الي ان:
"القرآن باعتباره كلاما يدل علي معني العلم الالهي الذي هو عين الذات، فانه قديم من هذه الجهة، وعليه فلايمكن ان يوصف بوصف زماني، فهو ليس بقديم ولامخلوق ولكنه كلام الله" [3]
والشيخ الطوسي قال كغيره من علماء الامامية بحوث القرآن، ومن ذلك قوله عند تفسيره للآية الكريمة ( ما يَأْتيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُون )[4]:
وفي هذه الآية دلالة علي ان القرآن محدث، لان الله اخبر انه ليس ياتيهم ذكر محدث من ربهم الا استمعوه، وهم يعلبون، ثم قال: والاستماع لايكون الا في الكلام، وقد وصفه بانه محدث فيجب القول بحدوثه" [5]
كما اكد الشيخ الطوسي مثل هذا المعني عند تفسيره لقوله تعالي:( وَ هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَ فَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُون ) [6]
فقال: وفي هذا دلالة علي حدوثه، لان مايوصف بالانزال وبانه مبارك يتنزل به لايكون قديما، لان ذلك من صفات المحدثات.[7]
ونجده في موضع آخر وعند تفسيره لقوله تعالي:
( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلي كُلِّ شَيْءٍ قَدير ) [8]
يقول: وفي الآية دليل علي ان القرآن غير الله، وان الله هو المحدث له والقادرعليه، لان ما كان بعضه خيراً من بعض فهو غير الله لامحالة، وفيها دليل ان الله قادر عليه، وما كان داخلا تحت القدرة فهو فعل والفعل لايكون الا محدثا، ولانه لوكان قديما لما صح وجود النسخ فيه.[9]
وقال (قدس) في تفسير قوله تعالي:
( إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )[10]:
وفيه دلالة علي حدوثه، لان المجعول هو المحدث، ولان ما يكون عربيا لايكون قديما لحدوث العربية، فان قيل: معني جعلناه سميناه، لان الجعل قد يكون بمعني التسمية.
قلنا : لايجوز ذلك- هاهنا- لانه لو كان القرآن علي ماهو عليه ، وسماه اعجميا لن يكون اعجميا، او كان يكون بلغة العجم وسماه عربيا لن يكون عربيا، وكل ذلك فاسد .[11] و[12]