logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

شاب يطلب الارشاد في معاملة والديه

ابي لا يكلمنني منذ مدة طويلة لا اعلم لماذا وهو لا يصلي ولا يصوم ودائما يدعو لنا انا واخواني بالشر مثلا (يا ريت اتموت اليوم قبل باجر)وهذه اقل شيء اذكره وأستغفر الله ابي يشتم الله لا استطيع ان اكتب الكلام الذي يقوله ،امي دائما تحسسني بأنني إنسان فاشل تقول لي: انت لا تفهم شيأ ،انت ناقص، انت دربك خاطئ!! انت لا تحب الا نفسك، وهي دائما تتعامل مع الناس الذين يتعاملون بالقراءة دائما تجلب لنا في البيت شيئا من هذا العمل سأذكر لكم موقف:جلبت بخور وانتم بكرامة رائحتة كالكلب الميت وانتم بكرامة، وتارة تسكب الماء في الساحه من المنزل وتقول لنا: لا احد يقترب من هذا وإلا سيصيبة مكروه!! هل كل هذا لانني عرفت الدرب الصحيح وحبي لأهل البيت عليهم السلام ؟ هل كل هذا لانني كنت من الضالين والآن الله هداني والحمد لله في السابق اسمع الاغاني واذهب الاماكن التي لا ترضي الرب ولا تفرح أهل البيت عليهم السلام؟ هل لانني رادود بسيط واحب ان اخدم بكل ما املك؟ ارشدوني ماذا افعل فأنا فعلا تعبان نفسيا واريد الارشاد منكم والسلام عليكم.


نبارك لكم ايمانكم وميلكم الي الطريق القويم والصراط المستقيم، ثم اعلم ايها الاخ الكريم ان الايمان له تبعات واستحقاقات لابد من القبول بها منها وعلي رأسها الامتحان والاختبار، ولعل الله تعالي اراد ان يختبر ايمانك  ويعرف درجة يقينك، وكما ورد في الحديث " ان الله اذا احب عبدا ابتلاه "[1] وفي حديث اخر " غته بالبلاء غتا "[2] اذاً، عليك ان تتلقي ذلك بصدر رحب ونفس مطمئنة ليكون النجاح حليفك والموفقية ثمرة جهدك انشاء الله تعالي. ثم اعلم نحن بحاجة الي ان نتعامل مع الآخرين علي قدر عقولهم كما يقول الرسول الاكرم واهل بيته عليهم السلام" أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَي قَدْرِ عُقُولِهِمْ "[3] وهذا الاسلوب هوالامثل، ونحن لابد لنا ان نلتزم ونقتدي بهم عليهم السلام، فعلي سبيل المثال ان اكثر الامهات يتعاملن بالخرافة فهل الاسلوب الامثل ان نتعامل معهن بعنف وتسفيه؟ او اننا نستعمل الاسلوب اللين والطريقة الحكيمة؟ لاشك ان الثاني هوالصحيح. ثم انك تقول: ان امك تقول انك انسان فاشل ... المزید هل فكرت بكلامها جيدا؟ وهل سالت نفسك عن مصداقية قولها، لعلها محقة؟ فاذا كانت محقة حمدت الله تعالي علي انها ارشدتك الي الطريق القويم، والا لايضرك قولها ابداً، يقول الامام الكاظم عليه السلام لاحد اصحابه وهو هشام:" يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ " [4] اذاً علينا ان نزن انفسنا بانفسنا، وهذا ما يعبر عنه بالنقد الذاتي. ثم لابد من الالتفات الي نقطة مهمة وهي: ان الايمان وحدة والانعزال والفشل في مجالات الحياة الاخري لايعد نجاحا في الفكر الاسلامي، بل النجاج هو اقتران الايمان بالعمل الصالح ( وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحات‏ )[5] ولانعتقد انه قد غاب عنك قصة ذلك الانسان الذي تفرغ للعبادة واتكل في عيشته علي الآخرين ،فقال الرسول الاكرم للذين يطعمونه ويقومون باموره المادية:" كلكم خير منه!!!" اذا لابد ان نكون مؤمنين ناجحين في مجالات الحياة: في المدرسة،الجامعة، المصنع، السوق، الرياضة،الفن، الجيش وكل مرافق الحياة كل في موضعه وحسب قدرته، فاذا كنا كذلك افتخر بنا الامام الصادق عليه السلام كما ورد في الحديث " فَافْعَلُوا فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَالُوا هَؤُلَاءِ الْجَعْفَرِيَّةُ رَحِمَ اللَّهُ جَعْفَراً مَا كَانَ أَحْسَنَ مَا يُؤَدِّبُ أَصْحَابَه‏ " [6] اما مجرد الايمان والصلاة والصوم وووو من دون ان نكون فاعلين، نعتقد ان هذا الامر غير صحيح، بل هوالفشل بعينه. قد تقول: اريد ان اكون انسانا ناجحا في مجال المنبر. نقول بارك الله فيك، ولكن لهذا المهمة والمنهج مكانه الخاص للتعلم والترقي فلماذا تجعل من البيت مسرحا لذلك بحيث تؤذي الآخرين، علما ان ايذاء الاخرين محرم قطعا. ثم انك قلت انهم يتمنون لكم الموت ... نقول: ان ذلك مجرد لقلقة لسان، والشاهد انك قلت انها– اي امك الكريمة– تعمل بعض الامور لكي تبعد عنكم المكروه، اليس صحيحا؟ فكر في ذلك مليا لتعرف ان امك وابيك هم الاقرب اليك من كل انسان مهما كان، وانهم لايريدون لك الا الخير، ولكنهم قد يخطأون وكل انسان خطاء الا من عصم الله. وفي الختام نقول لك: بارك الله لك مجددا بايمانك، ولاداعي للقلق النفسي، لان القلق النفسي هو في الواقع وليد تفسير الانسان للمشكلة فاذا فسرها بطريقة صحيحة اطمأن واستقر واذا فسرها تفسيرا خاطئا قلق وتولدت عنده حالة من المرض النفسي وعدم الاستقرار، ونحن هنا نذكرك بموقف مهم لعل فيه فائدة – ولاشك  انه مفيد جدا- وهو: انت تعلم جيدا ماذا مر علي عقيلة البيت الهاشمي زينب عليها السلام من المحن والشدائد بحيث انها لو صبت علي جبل انهد امامها، ولكن مع ذلك نراها وفي احلك الظروف تقول للطاغية ابن زياد عليه اللعنة: " ما رأيت الا جميلا !!!!!"، ضع هذه العبارة امامك واجعلها الدليل لك والميزان الذي تزن المحن التي تصب عليك وقارن بين الاثنين، وحينئذ سوف تردد ما قالته العقيلة زينب عليها السلام " مارايت الا جميلا "           وفي الختام: كن انسانا ناجحا ناجحا ناجحا، وستفرض نفسك علي الاخرين وسيعترف الكل بك اليوم اوغدا، علنا اوباطنا، والله تعالي يقول:(وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا).[7]