منذ سنتين

علم الانسان بيوم القيامة

( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) في هذه الآية الكريمة ذكر الله عدة اشياء وقد نفي قدرة الانسان علي معرفة بعضها ولم ينف البعض الآخر اقصد لقد نفي (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) ولكنه لم ينف البقية اقصد علم الساعة ومتي ينزل الغيث وما في الارحام لانه وكما تعرفون الانسان الآن يستطيع ان يعرف متي ينزل الغيث وما في الارحام فهل هذه الآية تعني ان الانسان او بعض الناس قد يعرفون متي ستقوم الساعة؟


يقول السيد الطباطبائي (قدس) في الميزان: قد عد سبحانه اموراً ثلاثة مما تعلق به علمه وهي: العلم بالساعة، وهو مما استأثر الله علمه لنفسه لايعلمه الا هو ويدل عليه القصر في قوله :( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ). ثم  قال قدس: وتنزيل الغيث وعلم ما في الارحام، ويختصان به تعالي الا ان يعلمه غيره. ثم اضاف (قدس): وعد سبحانه امرين ﺁخرين يجهل بهما الانسان وبذلك يجهل كل ما سيجري عليه من الحوادث وهو قوله: ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )، وكأن المراد تذكرة ان الله يعلم كل ما دق وجل حتي مثل الساعة التي لايتيسر علمها للخلق وانتم تجهلون أهم ما يهمكم من العلم  فالله يعلم وانتم لاتعلمون.[1] اذا الله سبحانه وتعالي حصر علم الساعة به فلايعلمها الا هو سبحانه. وهناك الكثيرمن الايات التي تؤيد بل تؤكد انحصار ذلك بالله سبحانه منها: ( يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّه‏) [2] وقوله تعالي:  ( قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )[3] وقوله تعالي : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُو )[4] واما الامور الاخري التي قد يظهر ان الانسان قد توصل الي العلم بها فلاينافي الحصر وذلك لانه يمكن ان يقال ان العلم الالهي بها يختلف عن علم البشر بها من اكثر من جهة هي: 1- ان الله يعلم بها بالاستقلال ومن دون الاستعانه بالمقدمات المادية التي يستعين بها البشر. 2- ان علم الله لايتخلف، اي انه يعلم بعللها ويعلم بعدم المانع ومن هنا اذا اخبر بوقوع شيء علي نحو الحتم وقع لامحال كما في اخباره بوقوع الساعة مثلا، واما علم الانسان فقد يتخلف كما اذا علم بالعلل وجهل الموانع. 3- ان علم الله تعالي بالاشياء قبل وقوعها وقبل ظهور علاماتها من العلل والاسباب، بل اساسا لامعني لاعتبار العلل والاسباب في علمه تعالي، واما علم الانسان فيقع بعد مشاهدة العلل والاسباب.