الله خلق أدم من طين وخلق الجن من نار؛ السؤال : من أي شيء خلق النباتات والحيوانات؟
حينما نرجع الي القرآن الكريم نجد هناك عدّة طوائف من الآيات منها:
الآيات التي تقول:
( وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَي) [1] ، يقول العلامة الطباطبائي (قدس ) ظاهر السياق ان الجعل بمعني الخلق و " كُلَّ شَيْءٍ حَي " مفعوله ، و المراد انّ للماء دخلا تاما في وجود ذوي الحياة، كما قال تعالي: ( وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماء ) [2]، و لعل ورود القول في سياق تعداد الآيات المحسوسة يوجب انصراف الحكم بغير الملائكة و من يحذو حذوهم (الجن مثلا)، و لقد اتضح ارتباط الحياة بالماء من خلال الابحاث العلمية الحديثة.[3]
اما خلق الانسان فقد تحدثت عنه الآيات بنوع من التفصيل الذي يمكن خلاصته ان الانسان يتكون من جزءين اساسيين هما:
عنصر المادة ؛ و هو الذي عبرت عنه الآيات (من تراب) او(من طين) أو ... المزید
والعنصر غير المادي : و الذي عبّرت عنه الآية ( ُ وَ نَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي )[4].
و اما النباتات و الحيوانات: فلم تتعرض الآيات للحديث عنها بصورة مفصلة، و لكن من خلال دراسة : العناصر الدخيلة في تركيب جسم الحيوان او النبات يمكن القول ان خلقهما يشترك مع خلق الانسان في ان الجميع من التراب، و لكن مع بعض الفوارق منها:
الفرق في مقدار العناصر الدخيلة في خلقتهما.
الفرق في نوع التركيب حيث عبر القرآن عن خلق الانسان (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ في أَحْسَنِ تَقْويم).[5]
الفارق الثالث و هو المهم يكمن في عنصر الروح من جهة و خاصية التعقل من جهة اخري التي امتاز بها الانسان عن الحيوان و النبات.