logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

الاستواء والعرش

أ- ماهو معنى العرش الوارد في الآيات الكريمة أود معرفة ذلك تفصيليا، وهل له عدة معان؟ ب- وماهو العرش الذي علي الماء من خلال الآيات الكريمة التالية : ((وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَي الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ))، سورة هود، الآية ٧. ((انَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَي عَلَي الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ))، سورة يونس، الآية ٣.


أ- هناك عدة آراء في العرش: ١- إنَّ هذه الآيات من المتشابهات، التي يُرَدُّ علمها إلى اللّه تعالى. ٢- إنَّ العرش مخلوق مادِّيّ كهيئة السرير، واللّه تعالى يجلس عليه، وهو والكرسيّ بنفس المعنى، وقد ذهب المشبِّهة إلى ذلك، وتعالى اللّه عمَّا يصفون. ٣- إنَّ العرش هو الفلك التاسع المحيط بالعالم الجسمانيّ، و المحدِّد للجهات، و في جوفه الأفلاك السبعة الكلِّيَّة، التي هي الأفلاك السيَّارات السبع: زحل و المشتري، و المريخ و الشمس، و الزهرة و عطارد و القمر، بالترتيب يحيط بعضها ببعض. ٤- إنَّ الاستواء على العرش، هو تعبير مجازيّ، كنايةً عن الاستيلاء على الخلق جميعاً، فالعرش هو جميع الخلق، والاستواء هو الاستيلاء، وقد استُعْمِل الاستواء بمعنى الاستيلاء كثيراً في لغة العرب، وعليه ليس هناك مصداق خارجيٌّ حقيقيٌّ للعرش، وفي وجه آخر إنَّ العرش هو العلم. ٥- إنَّ الاستواء على العرش، هو مقام مركز تدبير شؤون المخلوقات، كما في قوله تعالى ((ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِه))، سورة يونس، الآية ٣، فالاستواء على العرش يأتي بهذا المعنى أيضاً. والمعاني التي تستلزم التجسيم للذّات الإلهيَّة، مرفوضة قرآنيَّاً وروائيَّاً وعقائديَّاً. ب- وأمَّا كون عرشه على الماء، فهو كناية عن استقرار ملك اللّه وسلطانه، قبل خلق السماوات والأرض على الماء، الذي هو مادَّة الحياة، فحال خلق السماوات والأرض، كان عرشه وهو مظهر ملكه ومرتكز قدرته تعالى، مستقراً على الماء المادَّة الأولى للحياة.

5