logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

علم الجفر

ما هو علم الجفر؟ وهل هو خاص لفئة معينة أم يمكن لأي كان تعلمه؟ وهل هناك مصادر للوصول لهذا العلم؟ فما هي؟


يجد الباحث بعد الإطلاع علي الأحاديث الواردة عن أهل البيت ( عليهم السَّلام) و دراستها أن الأئمة تحدثوا عن جِفارٍ[1] أربعة لا عن جَفْرٍ واحد[2] ، أما الجفر الأول فهو كتابٌ ، و الثلاثة الأخري أوعيةٌ و مخازن لمحتويات ذات قيمة علمية و معلوماتية و معنوية كبيرة، و هذه الجِفار هي: 1. كتاب الجَفْر: و هو كتابٌ أملاه رسول الله محمد ( صلَّي الله عليه و آله) في أواخر حياته المباركة علي وصيِّه و خليفته علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) و فيه علم الأولين و الآخرين و يشتمل علي علم المنايا [3]و البلايا [4]و الرزايا[5] و علم ما كان و يكون إلي يوم القيامة [6] و قد جُمعت هذه العلوم في جلد شاة. 2. الجَفْر الأبيض: و هو وعاءٌ ( جلد ماعز أو ضأن) يحتوي علي كتب مقدسة ليس من ضمنها القرآن الكريم. فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... المزید و أما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسي و إنجيل عيسي و زبور داود و كتب الله الأولي ... [7] و رَوي المُحَدِّث الكُليني بأسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) يَقُولُ: " إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ " . قَالَ : قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ فِيهِ؟ قَالَ: " زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَي وَ إِنْجِيلُ عِيسَي وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ (عليه السَّلام) وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَي أَحَدٍ حَتَّي فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ " [8] 3. الجَفْر الأحمر: و هو وعاء ( جلد ماعز أو ضأن ) يحتوي علي السلاح، و فيه سلاح رسول الله (صلَّي الله عليه و آله). فقد رَوي المُحَدِّث الكُليني عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) يَقُولُ: " ... وَ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ " . قَالَ قُلْتُ : وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ : " السِّلَاحُ ، وَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ [9] لِلْقَتْلِ ... " [10] و رَوي الشيخ المُفيد ( قدَّس الله نفسه الزَّكية) عن أبي بصير عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنه قال : " ... و أما الجفر الأحمر فوعاءٌ فيه سلاح رسول الله ( صلَّي الله عليه و آله ) و لن يظهر حتي يقوم قائمنا أهل البيت ... " [11] 4. الجَفْر الكبير الجامع [12] : و هو جلد ثور مدبوغ يشتمل علي الجِفار الثلاثة الآنفة الذكر ، أي كتاب الجفر و الجفر الأبيض و الأحمر و هما مضمومان إلي بعضهما، و هذا ما يتوصل إليه الباحث بعد دراسة مجموع الأحاديث المروية في موضوع الجفر ، و الجمع بينها بحيث تصبح منسجمة تُفسر بعضها بعضا. فقد رُوي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ؟ فَقَالَ : هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ... " [13] و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه : " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلي يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله (صلَّي الله عليه و آله) و خطه علي (عليه السَّلام) بيده و فيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن، و إن عندي خاتم رسول الله ( صلَّي الله عليه و آله ) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر علي رغم أنف من زعم " [14] بعد هذه الدراسة يبدو أن الجفر الأخير و هو جلد الثور هو الوعاء الأكبر الذي يضم بقية الجِفار ، ذلك لأن الرواية الأخيرة تصرح بأن الجفر الكبير و هو جلد الثور يحتوي علي ما تحتويه الجفار الثلاثة من كتاب و علم و سلاح ، فهو الجامع. أين هذه الجِفار؟ تَنُصُّ الروايات بأن هذه الجفار إنما هي من مختصات أئمة أهل البيت الإثنا عشر ( عليهم السَّلام ) و هم يتوارثونها و ينظرون فيها و يطلعون علي علومها و ليس لأحد سواهم ذلك، فقد رَوي نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ [15](عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً أَكْبَرُ وُلْدِي وَ أَبَرُّهُمْ عِنْدِي وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَ هُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ وَ لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ "[16].

1