منذ سنتين

قدرة الاسلام علي ادارة الحياة

كيف لنا ان نتصور قدرة الاسلام علي ادارة الحياة المعاصرة؟


يمكن طرح القضيه من ناحيتين. الاول: الناحيه النظرية. الثانية: الناحية العملية. اما من الناحية النظرية: الانسان في الواقع يسير في عدة محاور: علاقة الانسان مع خالقه علاقة الانسان مع الانسان. علاقة الانسان مع الطبيعة علاقة الانسان مع نفسة. علاقة الانسان بما بعد الموت. و قد استطاع الاسلام ان يرسم للانسان طريقه في جميع هذه المحاور، حيث اثبتت النظرية الاسلامية ان الكون معلولا لخالق واحد و هو الله تعالي، و ان علاقة الانسان به علاقة المعلول بالعلة، و ان لهذا الرب حقوقاً و احكاماً و ... لابد ان تراعي، وفي نفس الوقت هناك امور تكفل بها الله تعالي لتوفيرها للانسان. و اما علاقة الانسان مع الانسان: فقد رسم الاسلام العلاقة علي محورين كما يقول اميرالمؤمنين (ع) " الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق "[1] و علي هذا ينبغي للانسان المسلم ان يسير علي هذا المنهج معتمداً علي العدالة و الانصاف بين الناس. و اما علاقة الانسان بالطبيعة: فقد اعتبر الاسلام الطبيعة نعمة و موهبة الهية و هي حق للجميع فعلي الانسان ان يأخذ منها بقدر ما يحتاج اليه فقط. ولايعيث فيها فساداً و تخريباً. و اما علاقة الانسان مع نفسه:فقد رسم الاسلام هذه العلاقة علي اساس السلام يقول تعالي في حق عيسي (ع) ( وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )[2] كما اننا نردد في الصلاة دائماً القول التالي "السلام علينا و علي عباد الله الصالحين " و اما علاقة الانسان بما بعد الموت: فقد اكد الاسلام علي مسألة الحياة الاخروية و ما لها من النعيم و الرخاء للصالحين و العذاب للمنحرفين. اذاً، اذا رجعنا للاسلام نجده قد عالج المحاور الرئيسة للحياة الانسانية و وضع لها الحول الاساسية، و بالطبع لاننسي ان كل محور من هذه المحاور استغرق كما هائلاً من الرويات و الآيات و كلمات العلماء. كما ان الاسلام عالج مسالة الحكومة و كيفية ادارة شؤون الناس بما يضمن للناس سعادتهم و رفاههم. و اما طريقة ادارة شؤونهم فبعد ان رسم الاسلام الاسس الرئيسية ترك للناس حرية اختيار الطريقة فمثلاً طريقة الحرب و السلم و كيفية التدريس و العلاج و اللباس و ... تركها للناس هم الذين يقررون الطريقة المناسبة لحياتهم بشرط ان لاتخرج عن حدود الشرع الاسلامي، و هكذا الحالة في المجال الاقتصادي. هذه صورة مختصرة عن الموضوع، و في الواقع ان كل واحدة من هذه النقاط فقد دونت حولها اعداد كثيرة من الكتب و المقالات. اما من الناحية العملية: فاننا اذا رجعنا الي تاريخ البشرية نجد ان من افضل ادوارهما هي الفترة التي حكم فيها الدين الاسلامي و الحكومة الاسلامية بالرغم من بعض الملاحظات التي قد ترد علي نفس الحكام لاعلي النظرية الاسلامية. و في العصر الحديث نجد مثالاً جيداً لحكم الدين الاسلامي و هو الحكومة القائمة في الجمهورية الاسلامية المباركة منذ اكثر من عقدين من الزمن بالرغم من العقبات التي وضعها امامها اعداء الدين. الخلاصة: الاسلام يضع الاسس الرئيسية و يترك الطريقة للتطورات التي تحصل في المجتمع، و هناك قاعدة يضعها المقنن الاسلامي [الفقيه] نصب عينه و هي "دور الزمان و المكان في الاجتهاد"[3] و من خلال هذه القاعدة توضع الحلول المناسبة لكل عصر و زمان.[4]