العبر الموجوده في قول الامام(ع) "قيمة كل امرئ ما يحسنه"

ان هذه الحكمة التي هي من غرر حكم اميرالمؤمنين عليه السلام (الحكمة: 81) و التي قال فيها " قيمة كل امرئ مايحسنه" قد تعرض لشرحها جميع من شرح نهج البلاغة او حكم الامام عليه السلام.  يقول صاحب نهج السعادة: يحسن من الاحسان ـ بمعني العلم، و مراده عليه السلام ان قيمة المرء تدور مدار علمه، فمن لاعلم له فلا قيمة له، وقيمة العالم ايضاً بمقدار قيمة علمه كما و كيفاً.[1]  قال الفيض الكاشاني في شرح هذا الكلام: يعني تزيد قيمة المرء بزيادة علمه كما و كيفاً، ولاشك ان شرف العلم بشرف المعلوم، فالعالم بعظمة الله و جلاله اعظم قدراً من العالم باحكامه، و كذلك سائر العلوم، و ما كان المقصود منه الدنيا فقيمتة ما يحصل له في الدنيا. و يقول صاحب نهج السعادة ايضاً: و انه اجل تعبير ينبئ عن وزن العالم، ويكشف عن سمو مقامه، و للعلماء و الشعراء كلهم نافعة، وافادات جيدة في نفاسة هذا الكلام و شرافته. اذا عرفنا هذه المقدمة نقول: ان الانسان اذا اتخذ هذه الحكمة العظيمة شعاراً له فلا شك انه سيصل الي مراتب الكمال العليا في جميع نواحي الحياة الدينية و الدنيوية، لانه سوف يسعي ان يحصل علي صفة (يحسن) في كل مجالات الحياة هو يحسن جيداً كيف يعبد. هو يحسن جيداً كيف يعمل. هو يحسن جيداً كيف يتعامل مع الاصدقاء. هو يحسن جيداً كيف يتعامل مع الاسرة و يديرها بصورة ناجحة هو يحسن جيداً كيف يتعامل مع الطبيعة. هو يحسن جيداً كيف يدرس و يرتقي في سلم العلم. هو يحسن جيداً كيف يتعامل في الجانب المادي الاقتصادي. هو يحسن جيداً كيف يتعامل في الجانب السياسي. و هكذا، فهذه الحكمة هي في الواقع مشعل ينير الدرب و يرسم الطريق للانسان لكي يكون الاحسن، او علي اقل تقدير حسن في كل شيء.