منذ سنتين

الفترة ما بين نبي الله نوح عليه السلام وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام

الفترة ما بين نبي الله نوح عليه السلام وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، هل كان هناك أنبياء أو رسل؟ وما أسماء الأنبياء؟


من الواضح ان التاريخ البشري تاريخ طويل وان الكتب التي دونت في هذا المجال فيها اكثر من اشكال من ناحية عدم الاستيعاب من جهة، ومن جهة اخري عدم الاستناد علي مصادر علمية دقيقة يمكن الركون اليها، وذلك لطول الفترة الزمنية وعدم التدوين والجهل بالكتابة، والوثيقة التي يمكن الركون اليها في هذا المجال هي القرآن الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، وان ما فيه حق لامرية فيه ابداً لانه من لدن عزيز حكيم، الا ان المشكلة – اذا صح التعبير – في كون القرآن الكريم لم يستوعب تاريخ جميع الانبياء لان القرآن الكريم لم يكن كتاب رواية او تاريخ، بل هو كتاب هداية ياخذ من التاريخ ما ينفع في هذا المجال ويترك الباقي، وهذا ما أكدته الآية التالية: قال تعالي :  ( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) [1] وهناك مصدر آخر كان من الممكن الاستفادة منه علي اكمل وجه في هذا المجال لو كانت الامة عرفت قيمته وادركت اهميته الا وهو اهل بيت العصمة والطهارة الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وعلي رأس هؤلاء العترة سيد الوصيين علي بن ابي طالب عليه السلام الذي كان عيبة علم النبي الاكرم صلي الله عليه واله وسلم، والذي كان يقول: " اسالوني قبل ان تفقدوني "[2] ولكن ولشديد الاسف لم تستفد الامة من هذه النعمة العظيمة وبقيت علي جلها وهذا ما كان يتألم منه اميرالمؤمنين حيث يقول : " هَاهْ إِنَّ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي صَدْرِهِ لَعِلْماً لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَة ".[3] من هنا نعرف ان الكثير من التاريخ البشري اما انه لم يدون او انه دفن في صدوراصحابه، وعلي رأس هذا التاريخ تارخ الانبياء، الا انه لايعدم من اشارات من هنا وهناك في الروايات والايات الكريمة، فمن راجع القران الكريم يجد انه يشير الي بعض الانبياء الذين جاءوا بعد نوح عليه السلام الي ابراهيم عليه السلام منهم: النبي هود عليه السلام:  قال تعالي بعد ذكر قوم نوح في سورة الاعراف: ( وَ إِلي‏ عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُون‏ ) [4] ، وفي سورة هود قال بعد ذكر قصة نوح: (وَ إِلي‏ عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُون [5]) النبي صالح عليه السلام: قوم ثمود وهم قبيلة كانوا بعد قوم عاد، قال تعالي في سورة الاعراف: (وَ إِلي‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ في‏ أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَليم) [6].وفي سورة هود (وَ إِلي‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحا) [7] بعد هذين النبيين ياتي الكلام عن ابراهيم عليه السلام، الا انه توجد آية قرآنية يظهر منها وجود انبياء في هذه الفترة لم يقصصهم الله تعالي حتي علي قوم موسي عليه السلام حيث قال موسي عليه السلام مخاطبا قومه: ( وَ قالَ مُوسي‏ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَميعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَميد * أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ في‏ أَفْواهِهِمْ وَ قالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَ إِنَّا لَفي‏ شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُريبٍ ) [8] اما بالنسبة الي الفترة الزمنية بينهما فلا نجد تحديداً يمكن الاطمئنان اليه.

1