منذ 3 سنوات

التوفيق بين الروايات التي تقول ان الشيعي يدخل الجنة وان عصي والاخري التي تؤكد علي العمل

يوجد عندنا روايات في كتب الحديث تقول: ان الشيعي لا يدخل النار وان ارتكب المحرمات والمعاصي. تقول بعض الراويات:" يزني الشيعي فيدخل الجنة؟. يقول الامام: نعم. وتعدد الرواية جملة من المعاصي الاخري. ويقول له الامام: يدخل الشيعي الجنة رغم انفك" وكذلك يوجد لدينا احاديث تقول: " ان شيعتنا من اتقي الله، او والله ما شيعة علي صلوات الله عليه الا من عف بطنه وفرجه وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه" كيف نستطيع التوفيق بين تلك الروايات؟ هل الشيعي لا يدخل النار؟ وهل الذي يرتكب المعاصي والذنوب يعتبر من شيعة أهل البيت عليهم السلام؟


ان من القواعد المسلمة عندنا و التي اخذناها من الائمة عليهم السلام هي ان الحديث اذا خالف كتاب الله تعالي نضرب به عرض الجدار، و من المعلوم ان الزنا و غيرها من المعاصي التي قد توعد الله تعالي عليها بدخول النار و لقد ورد عن المعصومين عليهم السلام: " خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَطَاعَهُ وَ أَحْسَنَ وَ لَوْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيّاً وَ خَلَقَ النَّارَ لِمَنْ عَصَاهُ وَ لَوْ كَانَ وَلَداً قُرَشِيّاً أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَي ( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ ) [1] وَ اللَّهِ لَا يَنْفَعُكَ غَداً إِلَّا تَقْدِمَةٌ [أي هديّة] تُقَدِّمُهَا مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ " [2] ثم ان الاحاديث الواردة عن أهل البيت تؤكد علي عنصر التقوي و الايمان، لا الايمان الكاذب الذي لايقترن بالعمل. كما انه ليس من الانصاف ان يتحمل الائمة عليهم السلام المعاناة و نحن بمجرد ان ندعي حبهم ندخل الجنة، و لقد نسب الي الامام الصادق عليه السلام الابيات التالية: تعصي الاله و انت تظهر حبه           هذا لعمرك في الفعال بديع لو كان حبك صادقاً لاطعته            ان المحب لمن احب مطيع [3] فاذاً لايمكن الركون الي مثل هذه الروايات الا اذا استطعنا تأويلها مثلاً: 1. ان نقول ان المقصود منها ان الشيعي لايذنب. ولكن هذا خلاف ظاهر الروايات. 2. ان نقول: ان الروايات تقول انه سوف يتوب. و هذا ايضاً بعيد، لان كل من يتوب يتوب الله عليه ولاخصوصيه للشيعي فيه. و في الختام نذكر لك بعض صفات الشيعة الواردة في احاديث اهل البيت عليهم السلام:  شيعتنا اهل الورع و الاجتهاد، و اهل الوفاء و الأمانة، و اهل الزهد و العبادة، اصحاب احدي و خمسين ركعة في اليوم و الليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكون اموالهم و يحجون البيت، و يجتنبون كل محرم. المسلمون لأمرنا، الأخذون بقولنا، المخالفون لاعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا. و يقول الامام الصادق (ع): " من قال لا اله الا الله مخلصاً دخل الجنة، و اخلاصه بها ان يحجزه لا اله الا الله عماً حرم الله تعالي ". [4] و في الختام نذكر لك هذه الرواية عن الامام الصادق (ع):" لما فتح رسول الله (ص) مكة قام علي الصفا فقال: يا بني هاشم يا بني عبدالمطلب! اني رسول الله اليكم و اني شفيق عليكم لا تقولوا إن محمداً منا، فوالله ما اوليائي منكم ولا من غيركم الا المتقون، ألا فلا اعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا علي رقابكم، و يأتي الناس يحملون الأخرة، الا و إني قد اعذرت فيما بين الله عزوجل و بينكم و ان لي عملي و لكم عملكم ". [5] و [6]

1