منذ سنتين

اسئلة حول العصمة

ماهو تعريف العصمة لدي الائمة؟ وهل عصمة الائمة تختلف عن عصمة الانبياء؟ وهل للعصمة مراتب؟ هناك من يطرح تعريف العصمة للائمة بانهم ينجذبون الى المحرمات ولكن لايفعلونها، فهل هذا صحيح؟


ان بحث العصمة من البحوث الكلامية التي اهتم بها جميع المسلمين و ان اختلفوا في حدود هذه العصمة هل هي العصمة في التبليغ فقط؟ أم العصمة مطلقاً؟ اي في التبليغ و غيره. و من هذه الامور التي اهتموا بها هو تعريف العصمة و بيان سبب العصمة عند الرسول (ص) و الائمة عليهم السلام. و نحن قبل ان نبدأ بذكر تعاريف العصمة ننبه الي نقطة جوهرية و هي ان العصمة لاتلازم النبوة. و بعبارة اخري: كل نبي لابد ان يكون معصوماً، ولكن ليس كل معصوم نبياً، اذ قد يكون اماماً كائمة الهدي عليهم السلام، أو يكون غير امام كالزهراء عليها السلام.  اذا عرفنا ذلك نرجع الى تعريف العصمة، نحن اذا رجعنا الي الكتب الكلامية نقف علي أربعة تعاريف لمصطلح العصمة، هي كالآتي: 1. هي: لطف يفعله الله تعالي بمكلف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، و ترك الطاعة، مع قدرته عليهما. 2. هي: الامر الذي يفعله الله تعالي بالعبد من الالطاف، المقربة إلي الطاعات التي يعلم معها إنه لا يقدم علي المعصية، بشرط ألا ينتهي ذلك الامر إلي الالجاء. 3. هي: ملكة نفسانية لايصدر عن صاحبها معها المعاصي. 4. هي: لطف يفعله الله لصاحبها، لايكون معه داع الي ترك الطاعات، و ارتكاب المعاصي. و منه يظهر اتحاد التعاريف الثلاثة: الاول و الثاني و الرابع، في المعني، و أنها تكاد تتحد في اللفظ أيضاً.[1] و أما الثالث: فاذا كان مقصودهم من ان ذلك لطف يفعله الله بمكلف يجعل له ملكة نفسانية حينئذ تكون كل التعاريف واحدة. و أما سبب هذا اللطف لو لاحظناه بدقه لرأينا انه في التعريف الثاني هو ”علم“و في الثالث تأكيد هذه العلوم يرجع إلي العلم أيضا، و الرابع أيضاً يرجع إلي علمه بانه سيضيق عليه، فعليه كلها ترجع إلي العلم. و لعل قوله تقتضي ملكة مانعة أيضاً مرجعها إلي العلم، فنحصل علي ان سبب هذا اللطف علم في علم، و لعل ذلك حدي بالسيد الطباطبائي قدس سره إلي تبني أن قوة العصمة هي علم خاص.   و أما على تعريف الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره من أن العصمة: ”هي التنزه عن الذنوب و المعاصي، صغائرها و كبائرها، و عن الخطأ و النسيان، و إن لم يمتنع عقلاً علي النبي ان يصدر منه ذلك، بل يجب ان يكون منزهاً عما ينافي المروءة، كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق، أو ضحك عال، و كل عمل يستهجن فعله عند العرف العام“.[2] فهو أقرب للشرح، لا للتعريف. هذا ما اقتضي ذكره حول تعريف العصمة في هذا الجواب.  اما ما يتعلق بعصمة الائمة عليهم السلام فنحن نعتقد انهم عليهم السلام معصومون و كذلك الصديقة الزهراء عليها السلام، ولنا على ذلك ادلة عقلية و نقلية ذكرها المتكلمون في مصنفاتهم الكلامية، فأصل العصمة اذاً مسلُم، لان النبي (ص) نص على الائمة و اعتبرهم عدلاً للقرآن المنزل في الحجية وسماهم احد الثقلين في مقابل القرآن الكريم و انهما لايفترقان حتي يردا عليه (ص) الحوض فقال (ص): " تركت فيكم ـ او اني مخلف عليكم ـ الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض" [3] . فاذاً طبقاً لهذا الحديث الشريف لاشك ان من يقترن بالمحفوظ من الخطأ و هو القرآن الكريم لابد ان يكون معصوماً، و لذلك لابد ان تكون اقوال أهل البيت و سلوكهم وافعالهم في جميع الحالات و علي جميع الاصعدة مطابقة للمشيئة الالهية و قصد الوحي. كما نعتقد ان الائمة عليهم السلام يمتلكون العلم الرباني فهم يتوارثونه، فقد قال الامام علي عليه السلام: " وعلمني حبيبي رسول الله (ص) من العلم الف باب يفتح لي من كل باب الف باب "[4] اذاً العصمة الموجودة عند الرسول (ص) هي نفسها موجودة عند الائمة ولامعني للتفكيك بين عصمة و عصمة، فبمجرد ان يختلف الامام في نقطة معينة كما لو ارتكب الحرام ـ نعوذ بالله ـ او ترك الواجب فلا يكون معصوماً. اما انهم يقدرون علي فعل المعصية. فقد ظهر جوابه من التعريف الاول و الثاني.

3