ان للحديث اكثر من توجيه علمي ولكن الذي نراه اقرب المعاني هو: من الواضح ان للرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم وجودين هما: الاول: الوجود المادي التي يتقوم ببدنه الشريف. الثاني: الوجود المعنوي (الرسالي) وهذا يتقوم برسالته وشريعته وسنته المطهرة ومفاهيمها القيمة. ومن الواضح ان الامام الحسين عليه السلام هو امتداد طبيعي للرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم فهو سبطه، ومن المعلوم ان السبط ياخذ وجوده من جده، وهذا معني حسين مني، فهو امتداد طبيعي له ولذلك كان الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم يعبر عن الحسنين بلفظ (ولداي). بالاضافة الي ان شخصية الامام الحسين عليه السلام الايمانية والدينية هي الاخري عائدة الي الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم. اما كيف نفسر الشق الثاني من الحديث؟ فمن الواضح ان شخصية الرسل الاكرم المعنوية (الرسولية) قد تعرضت لخطر الابادة والتحريف بتحريف رسالته صلي الله عليه وآله وسلم، وهذا ما قام به المنحرفون من بني أمية، ومن الواضح ان الذي تصدي لهذا الانحراف واستطاع ان يحفظ الرسول بحفظ رسالته هو الامام الحسين عليه السلام من خلال ثورته المباركة حيث قال قولته المشهورة: ( ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ) من هنا يصح توجيه الحديث الشريف. علما ان هذا لايعني ان شخصية الرسول الاكرم الرسالية ماخوذة من الامام الحسين عليه السلام بل حفظها واستمرارها كان بسبب تضحية الامام واقدامه الكبير الذي استطاع ان يواجه الانحراف ويعيد المسيرة الي خطوطها الاصلية.