لماذا لم يذكر"علي" في القرآن؟
تعد الإمامة أصل من أصول الدين لدي الشيعة الذين يؤمنون بأن الحكم والخلافة بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم هي لعلي وبنيه عليهم السلام من بعده.
وأهم مصدر لأحكام الدين الإسلامي هو القرآن الكريم الذي أجمع المسلمون علي أنه محفوظ عن التحريف
فلو قرأنا القرآن يمكن لنا أن نقرا آيات عن التوحيد والنبوة و ..و ..
لكن أين النص القرآني الذي ينص علي إمامة علي بن أبي طالب؟
لماذا لم يقل لنا الله تعالي في القرآن بما أنه محفوظ عن التحريف ، لماذا لم يقل لنا أن الخليفة من بعد رسول الله هو علي بن أبي طالب؟
ألم يكن يمكن بذلك أن يزول الخلاف الذي نشأ بين المسلمين بعد وفاة الرسول الكريم وأن تحقن دماءهم، وتتوحد صفوفهم؟
لماذا لم يرد في القرآن اسم علي بن أبي طالب ليثبت بدليل لا يقبل الجدال ولا النقاش لكل المسلمين انه هو الخليفة بعد رسول الله؟
لا شك ان السؤال المطروح سؤال موضوعي و لابد ان يفكر فيه الانسان المسلم للخروج من دائرة الخلاف الواقع في هذه القضية بالخصوص و التي جرت الي خلافات اخري كثيرة.
الا ان الجواب عن السؤال يتم و بصورة مختصرة ضمن نقطتين:
النقطة الاولي: ان الثابت عند جميع المسلمين ولم يختلف فيه احد هو ان مصادر التشريع و بيان الاحكام و المفاهيم الاسلامية هما:
1-القرآن الكريم.
2-السنة المطهرة.
و علي هذا الاساس فلو فرضنا ان مسالة لم ترد في القرآن الكريم ووردت في السنة الشريفة فهي حجة، لان السنة القطعية حجيتها تساوي حجية القرآن الكريم، و هذا امر بحثه علماء المسلمين ولم يختلفوا فيه. فعلي سبيل المثال القرآن الكريم ذكر اصل الصلاة و الصوم و الحج و لم يذكر الجزئيات، و انما ذكرت في السنة المطهرة، فهذه الجزئيات حجة بلاشك و لاريب، و الا من اين علمنا ان صلاة الصبح ركعتان و المغرب ثلاث و ... المزید؟!
و نحن اذا رجعنا الي السنة نجد انها ركزت و بينت الخليفة بعد الرسول (ص) و يكفيك في هذا الخصوص الحديث المتواتر حديث الغدير، و حديث الثقلين و عشرات الاحاديث في هذا الخصوص.
النقطة الثانية: ان الذكر في القرآن ليس من الضروري ان يكون بصورة التصريح، بل تكفي الكناية و الاشارة و لذلك قيل (رب كناية ابلغ من تصريح) ثم ان منهج القرآن الكريم عدم ذكر الاسماء مثل المنافقين و اسباب نزول الآيات، و خير مثال آية الغار حيث كني القرآن عن ابي بكر و لم يذكره بالاسم باجماع اهل السنة؟
علي ان المراجع للقرآن الكريم و السنة المطهرة التي فسرت القرآن قولاً او عملاً يقطع بما لاريب فيه ان القران الكريم قد خلف الامام علي بن ابي طالب عليه السلام.
و من هذه الايات:
1. آيه المباهلة[1] التي جعلت الامام علياً عليه السلام نفس رسول الله (ص)، و هل يعقل ان نترك نفس رسول الله (ص) و نتبع غيره؟
2. قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم) [2] و التي فسرت في علي عليه السلام.
3. آية اكمال الدين [3] جاءت مباشره بعد آية البلاغ و حديث الغدير و هذه لها دلالة واضحة ان اكمال الدين قد ثم بعد بيان الولاية لعلي عليه السلام.
4. آية الولاية: ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُون) [4] و هذه الآية صريحة في ولاية علي عليه السلام لان وصف ( يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُون) يحصر الولاية فيه عليه السلام.
5. آية البلاغ.[5]
6. آية التطهير [6] التي اثبتت العصمة لعلي عليه السلام و اهل بيته.
فكيف نترك المعصوم و نتبع من هو غير معصوم؟!
هذه مجموعة من الآيات التي لو ضممنا اليها السنة الشريفة لقطعنا بان الولاية لعلي عليه السلام.
ثم من قال: ان دماء المسلمين ستحقن لو صرح القرآن الكريم باسمه عليه السلام؟! وهل يجهل الانسان كم من الدماء اريقت في مسائل اخري.