كل منا يعرف بصورة اجمالية معني ”الحق“ و ان هذه الكلمة تعطي في اللغة معني ”الثبوت“ و ”التحقق“، و ان كلمة ”التحقق“ مشتقة من كلمة ”الحق“. و في الاستعمال العرفي و الاصطلاحي تكون للحق معان متعددة، الا ان الجميع يستبطن معني ”الثبوت“. و قد استعملت كلمة الحق في موارد كثيرة مقابل الباطل، وذكر هذا التقابل بين الحق و الباطل في القرآن كريم في عدة موارد ( ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِل‏ )[1]، و قال تعالي ( جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِل‏ )[2] و هذه اشارة الي ان الشيء اما حق و اما باطل، ولايمكن ان يجتمعان في شيء واحد. كما اطلقت كلمة الحق في مقابل الضلال ( فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلال‏ )[3] و كذالك اطلق الحق بمعني يستلزم التكليف ( وَ في‏ أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُوم‏ )[4] كما اطلق الحق و اريد به نفي فكرة القائلين بان كل ما في الكون و هم او خيال، كذلك نفي فكرة الشكاكين و القائلين ان الانسان لايمكن ان يدرك حقائق الاشياء علي فرض وجودها. من هذه المقدمة نعتقد ان الحق في عقائدنا: وجود الله و صفاته الجمالية و الجلالية، و ان الخالق و المدبر و.... نبوت النبي (ص) و معجزته الخالدة القرآن. الامامة، امامة الائمة الاثني عشر، و عصمة السيد الزهراء عليها السلام. المعاد. ان كل موقف وقفه الرسول (ص) و الائمة هو حق، و كل قول او فعل صدر منهم فهو حق يجب اي يتبع.