عدم اقران الصلاة علي النبي بالصلاة علي الآل في بعض ادعية الصحيفة السجادية

ان هذا الاشكال المطروح ينطوي علي مغالطة و اضحة، و ذلك لانه يصور ان الامام عليه السلام كلما تكلم وحيثما تحدث فهو بصدد و مقام الحديث عن الجزئيات للاحكام الشرعية، و الحال ان من يتابع القرآن الكريم والروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام يجد ان القضية ليست كذلك، فان الامام تارة يكون في مقام بيان الجزئيات و اخري لا يكون في ذلك المقام، و هذا يعرف من القرائن الحافة بالحديث او الدعاء او ... المزید و هذا ليس بالامر العجيب لانه اسلوب اعتاده العرب في محاوراتهم و كذلك استعمله القرآن الكريم، فعلي سبيل المثال نجد في القرآن الكريم الآيه التالية ( فكلوا ممّا امسكن [1] )فالاية تعني حلية ما يمسكه كلب الصيد، و قد وقع البحث بين الفقهاء حول مسألة ترتبط بهذا الصيد، و هي هل الآية كما تدل علي حلية الاكل تدل علي طهارة الموضع الذي لامسته انياب الكلب من الذبيحة،يحيث يجوز ان نأكله من دون غسل و تطهير ام لا؟. و قد اجاب اكثر الفقهاء بالنفي و افتوا بوجوب غسل موضع الملامسة،مستدلين علي ذلك بان الآيه ليست بصدد بيان جميع الاحكام المتعلقة بالصيد بل هي بصدد الحديث عن حكم واحد و هو ان الصيد يعد تذكية للذبيحة لا اكثر. اي بصدد بيان اصل التذكية فقط. اذا عرفت هذا نقول: من يراجع ادعية الامام السجاد عليه السلام بجد انه في كل دعاء بصدد الحديث عن مسألة خاصة ويركز الدعاء علي قضية واحدة. فهو عليه السلام ليس بصدد بيان حكم الصلاة علي محمد وآل محمد، فحينما يكون الامام في مقام التحميد للّه نراه يركز علي هذه النقطة ولايتعرض لذكر الرسول(ص) مثلا كما في الدعاء الاوّل والثالث والرابع، واما حينما يكون في مقام بيان شأن و منزلة الرسول الاكرم و بيان نعمة وجوده (ص) كما في الدعاء التاسع يركزالكلام علي ذلك، و لكن مع ذلك كله قد يشير الي الآل كما في قوله في الدعاء التاسع: و عرفة في اهله الطاهرين» او يختم«الدعا بذكر الال كما في  الدعاء الثاني حيث ختمه بقوله: « فصلوات الله عليه و آله الطيبين الاخيار الطاهرين الابرار الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهي را»[2] و من لاحظ الدعاء التاسع يجد بوضوح ان الامام في مقام بيان منزلة الرسول الاكرم و شأنه. و حينئذ لا مجال لطرح التساؤل المذكور انه لماذا لم يذكر الامام الال في دعائه؟ 2. ان الاحكام عندنا تإخذ من الرسول(ص) و الائمة من بعده فلوفرضنا أن الرسول(ص) لم يبين ذلك تنتقل النوبة الي الائمة فاذا لم يبين احدهم بين الاخر ذلك، و هذا ما نراه هنا فان باقي الائمة قد بينوا ذلك نذكر هنا نماذج من  الروايات: صحيحة ابي بصير عن الصادق (ع) انه قال: «من تمام الصوم اعطاء الزكاة – يعني زكاة الفطرة – كما انّ الصلاة علي النبي و آله من تمام الصلاة» [3] ب: موثقة عبدالملك حيث جاء فيها «فقل بسم الله و بالله و الحمد للّه ... اللهم صلي علي محمد و آل محمد، و بارك علي محمد و آل محمد» [4] ج: صحيحة زرارة عن الامام الباقر «ع» انه قال: «اذا صلي احدكم و لم يذكر النبي صلي الله عليه واله في صلاته يسلك بصلاته غير سبيل الجنة» [5] د: رواية عبدالله بن ميمون عن الامام الصادق (ع) قال: «سمع ابي رجلا متعلقا بالبيت و هو يقول: اللهم صلّ علي محمد، فقال له ابي : يا عبدالله لا تبترها، لا تظلمنا حقنا، قل: اللهم صلي علي محمد و اهل بيته» [6] 3. قد تقول ان هذه الروايات مصدرها الشيعة انفسهم و هي ليست بحجّة علي غيرهم نقول: استدل المحقق الحلي في المعتبر 2/227 ، بما رواه العامة من انّ رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول في صلاته: «اللهم صلي علي محمد و آل محمد كما صليت علي ابراهيم انك حميد مجيد» [7]، فتجب متابعته لقوله صلي الله عليه و آله: «صلوا كما رأيتموني اصلي» .[8]