اسم الله الاعظم
ما المقصود باسم الله الاعظم؟ وهل يمكن لأي إنسان مؤمن أن يعرفه؟وهل الأنبياء والأئمة كانوا يعرفون اسم الله الأعظم؟
قد وقع البحث في حقيقته، هل هو من قبيل الالفاظ، او هو حقيقة أخري؟ ولقد بحث العلامة الطباطبائي ذلك بصورة مفصلة ناتي بخلاصتها: لقد شاع بين الناس انه اسم لفظي من اسماء الله تعالي، اذا دعي به استجيب، ولكنهم عندما استعرضوا اسماء الله تعالي لم يعثروا علي هذا الاسم من بينها، لذلك اعتقدوا انه مؤلف من حروف مجهولة تاليفا مجهولا لنا لو عثرنا عليه أخضعنا لارادتنا كل شيء. ولكن البحوث العلمية تردَ تلك النظرية، فان البحث الحقيقي في العلة والمعلول وخواصها يدفع ذلك كله، فان التأثير الحقيقي يدور مدار وجود الاشياء في قوته وضعفة والمسانخة بين المؤثر والمتاثر، والاسم اللفظي اذا اعتبرناه من جهة خصوص لفظه كان مجموعة اصوات مسموعة هي من الكيفيات العرضية (مقولة الكيف المسموع)، واذا اعتبر من جهة معناه المتصوَر كان صورة ذهنية، وعلي كل حال من المستحيل ان يكون صوت اوجدناه من طريق الحنجرة، او صورة خيالية نصوَرها في ذهننا تمتلك تلك القوة والقدرة بحيث يقهر بوجوده وجود كل شيء ويتصرف فيه، في الوقت الذي يكون هو- اي الاسم الاعظم- في نفسه معلولا لارادة وذهن الانسان. وعلي هذا الاساس الاسماء الالهية واسمه الاعظم خاصة وان كانت مؤثرة في عالم الخلق، لكنها انما تؤثر بحقائقها لا بالالفاظ الدالة عليها، ولابمعانيها المفهومه من الفاظها المتصورة في الاذهان، وبالطبع لابدَ من القول ان المؤثر والفاعل الموجد لكل شيء هو الله سبحانه بما له من الصفة الكريمة المناسبة له التي يحويها الاسم المناسب، لاتاثير اللفظ او صورة مفهومة في الذهن. من جهة اخري ان الله تعالي وعد اجابة الدعاء، كما في قوله تعالي: ( ٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعان )[1] ولكن مقصود الاية ليس كل دعاء ،حتي الدعاء الذي لم ينقطع عن الاسباب الطبيعية ولم يتوجه الي الله بالكامل، بل الاستجابة تتوقف علي الدعاء والطلب الحقيقي، وان يكون الدعاء والطلب منه تعالي لا من غيره، فمن انقطع عن كل سبب واتصل بربَه لحاجة من حوائجه، فقد اتَصل بحقيقة الاسم المناسب لحاجته، فيؤثر الاسم بحقيقته ويستجاب له، وذلك حقيقة الدعاء بالاسم، ولوكان هذا الاسم هو الاسم الاعظم انقاد لحقيقته كل شيء واستجيب للداعي به دعاؤه علي الاطلاق. ومعني تعليمه تعالي نبيا من انبيائه او عبدا من عباده اسما من اسمائه او شيئا من الاسم الاعظم هو ان يفتح له طريقة الانقطاع اليه تعالي باسمه ذلك في دعائه ويرتبط بواقع ذلك الاسم. وعلي اساس ذلك ينبغي ان نفسر ما جاء في الروايات وان نطلق علي الاسماء اللفظية والصور الذهنية اسم الاسم.[2] ولاريب ان اهل البيت عليهم السلام يعرفون هذا الطريق جيدا، وانهم بالدرجة القصوي من الكمال والانقطاع التي تؤهلهم لذلك، فلا اشكال ولاشك اذا قلنا انهم يملكون الاسم الاعظم.