لاشك ان المصطلحات تكتسب حسنها او قبحها من كيفية تفسيرها، فعلي سبيل المثال مصطلح "الاصولية" اذا نظرنا اليه من زاوية محايدة نراه مصطلحا لاباس به، لانه يعني الالتزام بالاصول ورعاية القيم والمفاهيم التي جاء بها السلف، اما اليوم فقد اخذت تفسر بمعان اخري بعيدة كل البعد عن واقعها، ففسرت بالتعصب او الجمود او الخرافة او الارهاب!!! ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن المصطلح او احقية جميع الداعين اليه، بقدر ما نحن نريد ان نؤكد علي ان المصطلحات والمفاهيم قد تفسر تفسيراً خاطئا يخرجها من المعني الحقيقي الكامن وراءها، ولاريب ان مصطلح الرافضة ليس بدعا من هذه القاعدة. فاذا رجعنا الي الجذور التاريخية نجد ان مصطلح الرافضة قديم، واول من استعمله معاوية في حق جيش عائشة وطلحة والزبير حيث كتب الي ابن العاص كما نقل ذلك نصر بن مزاحم في كتاب وقعة صفين: "اما بعد ... المزید...قد سقط الينا مروان بن الحكم في رافضة اهل البصرة وقدم علينا جرير بن عبد الله".[1] كما ان التاريخ والحديث يبين لنا ان اصحاب الامام الصادق عليه السلام كانوا يشكون اليه من تسمية الآخرين لهم بالروافض. وعلي كل حال المهم ان هذا المصطلح اكتسب بعدا سياسيا وعقائديا، لغرض الوقيعة بطائفة كبيرة من المسلمين وايجاد التناحر والاختلاف والتخاصم بينهم ،فقد استغل هذا المصطلح -المبني علي المجهول – للدعوة لكل واحد من عموم السنة بالاجتهاد باستدعاء اي مقدس من المقدسات الاسلامية ليضعه امام مصطلح الرافضة ليكوَن منه جملة لها مغزي عقائديا فيصح ان يقال عن الشيعة : الروافض للسنة، الروافض للصحابة، والروافض للحق، والروافض للدين ووو!!!! وبهذه النسب والاضافات الباطلة كلها تخرج الشيعة من الدين والملة، وبالتالي تحذف الشيعة من خارطة الاسلام السكانية، و التعامل معهم علي نحو التعامل مع اليهود والنصاري، بل بصورة اشد قسوة. اذا مجرد قبول المصطلح اوتفسيره بحيث ينسجم مع الرؤية الشيعية بان نقول معناه رفض الباطل والطغيان ورفض اعداء وخصوم اهل البيت عليهم السلام وما شابه ذلك، لايخرج المصطلح باستعماله الفعلي من قبل خصوم الشيعة عن قبحه وشناعته، بل عن خبثة.