منذ سنتين

علم النبي أو الإمام بالأشياء

هل علم النبي أو الإمام بالأشياء من حوله فعلي؟ أم أنه معلق بمعني: إنشاء علم؟ وما معني قوله تعالي (لا تعلمهم نحن نعلمهم)؟ أرجو شرحها بكلمات وعبارات بسيطة.


باعتبار البحث من البحوث الدقيقة جدا والتي تحتاج الي نوع من التفصيل واستعمال الاصطلاحات الخاصة لبيان المراد من ذلك، وباعتبار انكم قد طلبتم ان يكون العرض بصورة  مبسطة، لذلك سوف نعرض الموضوع كما رغبتم من خلال مجموعة من النقاط هي: 1- ان الله تعالي هو العالم بالاشياء بصورة مطلقة وهو في علمه تعالي لايحتاج الي غيره لياخذ منه العلم او يستعين به، بل انه تعالي كما انه حيَ بحياة مستقلة، هو عالم بعلم مستقل، فهو العالم بالاشياء قبل وجودها وحال وجودها وبعد وجودها، ولاتغيب عنه ابداً، فالغيب المطلق له تعالي.لايشاركه في ذلك احد. 2- ان غير الله تعالي مهما كان سواء كان انسانا عاديا او كان نبيَا أو اماما كلهم يحتاجون في علمهم اليه سبحانه، فاذا افاض عليهم العلم علموا واذا سحب منهم الافاضة لم يعلموا شيئا ابداً، بمعني ان علمهم تابع لفيضه وعطائه سبحانه وتعالي، ولايوجد مخلوق يستقل في علمه عن الله تعالي. 3- ان لتحصيل العلم طرقا متعددة، فتارة يحصل العلم من خلال التعليم والتعلم، مثلا: الانسان يذهب الي المدرسة او ما شابه ذلك او.يكون التعليم من خلال ارسال الملك ( جبرائيل عليه السلام مثلا) الي النبي، والنبي (ص) يعلم الامام وهكذا، فهذا العلم كسبي ولكنه كسبي لطائفة خاصة من الناس تتصف بصفات تجعلها قادرة علي ان تتلقي الوحي من الله، وهؤلاء هم الانبياء والرسل عليهم السلام. 4- وهناك طريقة أخري لتحصيل العلم هي ان يطهر الانسان نفسه ويربطها بالله تعالي، وكلما جاهد الانسان في هذا السبيل وسار في طريق الارتباط بالله تعالي كلما انفتحت له الافاق وازدادت امكاناته لتلقي الفيض الالهي قال تعالي:( وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا )[1] 5-نحن اذا رجعنا الي ائمة اهل البيت عليهم السلام نجد انهم قد توفرت لهم الصفات المذكورة، فهم من جهة تلامذة لاعظم انسان وهو الرسول الاكرم (ص) عن طريق علي عليه السلام حيث قال: " علمني رسول الله من العلم الف باب ينفتح لي من كل باب الف باب " [2] ولاريب ان ذلك ليس بالعلم العادي، ولاريب ايضا انه عليه السلام قد علم ابناءه الحسن والحسين عليهما السلام هذا العلم وهم بدورهم علموا باقي الائمة عليهم السلام بالتدريج. بالاضافة الي ذلك نجد ان الائمة ذاتا وورعا و دينا وعبادة قد اتصفوا بصفات من الورع والتقوي والجهاد في سبيل الله بدرجة عالية بحيث اصبحوا وبلاشك المصداق الحقيقي لقوله تعالي ( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ) ، ولاريب ان من اهم مقومات الهداية الي السبيل الحق هو العلم، كما ان الآية المباركة وعدت بالهداية الي كل السبل لا لسبيل خاص فقط، وبهذا نعرف انهم عليهم السلام قد هدوا الي جميع السبل الحقة وان أي جهل يعني انهم لم يهتدوا الي الطريق لاسامح الله، وهذا خلاف وعد الآية المباركة. ثم ان العلم يحتاج الي ذات طاهرة او قل حالة نورانية لكي تستقبل الفيض الالهي باعلي درجاته ولاريب ان الائمة هم ذوات نورانية. من هنا نخلص الي النتيجة التالية: انهم عليهم السلام قد حصلوا علي العلم الالهي الذي افاضه علي النبي من خلال تعليم النبي (ص) لهم عن طريق علي عليه السلام، كذلك وصلوا الي درجة من التقوي والنورانية اهلتهم لان يفاض عليهم الفيض الالهي.