منذ 3 سنوات

تكفير الصحابة

هل الشيعة يكفرون ابا بكر وعمر بن الخطاب؟ وما الدليل علي ذلك ارجو الافادة؟


ان الكثير من الكتاب – الذي يضعون انفسهم موضع المدافع عن الصحابة – يحاولون التشهير بالشيعة والتشيع، بانه مذهب يقوم علي السب والشتم والتكفير والافتراء علي الصحابة، ولكن لم يقدموا دليلا مقنعا في هذا المجال، بل لم يسمعوا الي علماء الشيعة حينما بينوا نظريتهم في هذا الخصوص، وما هذا الا عناداً واصراراً علي موقفهم المسبق من التشيع، والا فقد كتب عماؤنا الكثير الكثير في هذا المجال، وهذا يكفي لمن يريد الحقيقة، وبما ان البحث في هذا المجال يقتضي دراسة المسألة من اكثر من جهة كما فعل العلماء،وهذا مما لايسع المجال له هنا، لذا نكتفي هنا بمسالتين : الاولي : بيان موقف الشيعة من السب والتكفير. الثانية: بيان المبررات التي تدعوا الشيعة لدراسة التاريخ عامة، وتاريخ الصحابة خاصة. لا شك ان الانسان الشيعي ينطلق في عقائده و افكاره و سلوكه من القرآن الكريم و السنة المطهرة التي تعني "قول الرسول (ص) و فعله و تقريره " و كذلك قول و فعل و تقرير الائمة عليهم السلام، و نحن اذا رجعنا الي هؤلاء المعصومين عليهم السلام نجد ان منهجهم يعتمد علي الدليل و البرهان و العقل و اعتماد الكلمة الطيبة ( ِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتي‏ هِيَ أَحْسَن‏ )[1]،لان تبليغ الرسالة واثبات الحق يحتاج الي منهج ينسجم مع طهر الرسالة و نقائها،فلم نجدهم -عليهم السلام -ابداً يعتمدون اسلوب التكفير والشتم و السباب و المهاترات الكلامية حتي مع اشدّ خصومهم عداوة، فهذا الرسول الاكرم (ص) يقول في حق قريش التي اذاقته الأمرّين:" اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون "[2]، و هذا تلميذه الأوّل و وصيه بحق علي بن أبي طالب يقول حينما سمع قوما من اصحابه يسبون اهل الشام ايام حربهم بصفين: " انّي اكره لكم ان تكونوا سبابين و لكنكم لو وصفتم اعمالهم و ذكرتم حالهم كان اصوب في القول و ابلغ في العذر "[3] و لا اعتقد ان انساناً مسلما يجهل موقف سيد الشهداء عليه السلام مع خصومه يوم عاشوراء و كيف كان يستعمل الكلمة الطيبة و البرهان الامثل مع اقذر خلق الله المتمثلين بجيش يزيد وقائده ابن سعد.   اما بالنسبة الي التكفير، فنحن ننظر الي القضية بحذر شديد ونتبع فيها الرسول الاكرم وأهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين، ولم نكفر احدا شهد الشهادتين، لان الاخراج من الدين ليس بالامر الهين ابدا، وفي هذا المجال عندنا روايات عن الرسول الاكرم صلي الله عليه وﺁله وسلم والائمة الطاهرين نكتفي بذكر نماذج منه: -1-ورد في  دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًي فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَرْجِعُوا مِنْ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، فَإِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَي يَوْمِ يَلْقَوْنَ رَبَّهُمْ فَيُحَاسِبُهُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ" [4] . 2- وَ عَنْهُ (ص) قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَ حِسَابُهُمْ عَلَي اللَّهِ" [5] . وجاء في تفسير القمي‏،في تفسير قوله تعالي: ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَلِيٍّ (وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي مُنْصَرَفِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) حَجَّةَ الْوَدَاعِ لِتَمَامِ عَشْرِ حِجَجٍ مِنْ مُقَدَّمَةِ الْمَدِينَةِ، وَ كَانَ مِنْ قَوْلِهِ بِمِنًي أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَي عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَ اعْقِلُوهُ عَنِّي فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا.  ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَعْلَمُونَ أَيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ قَالَ النَّاسُ هَذَا الْيَوْم.ُ قَالَ: فَأَيُّ شَهْر؟ٍ قَالَ: النَّاسُ هَذَا. قَالَ( ص):وأَيُّ بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ قَالَ النَّاسُ: بَلَدُنَا هَذَا. قَالَ (ص): فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ وَ أَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَي يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمُ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ أَيُّهَا النَّاسُ؟ قَالُوا: نَعَم.ْ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ (ص): أَلَا وَ كُلُّ مَأْثُرَةٍ أَوْ بِدَعٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ دَمٍ أَوْ مَالٍ فَإِنَّهَا تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ لَيْسَ أَحَدٌ أَكْرَمَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِالتَّقْوَي .أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ... المزیدأَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ حَقّاً وَ لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَ مَالُهُ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ بِطِيبَةِ نَفْسٍ مِنْهُ ،وَ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَ حِسَابُهُمْ عَلَي اللَّهِ أَلَا هَلْ بَلَغْتُ أَيُّهَا النَّاسُ؟ قَالُوا :نَعَم.ْ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ احْفَظُوا قَوْلِي تَنْتَفِعُوا بِهِ بَعْدِي وَ افْقَهُوهُ تَنْتَعِشُوا بِهِ بَعْدِي أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ عَلَي الدُّنْيَا ...الي ﺁخر الحديث. هذه هي ثقافة التشيع وهذا هو منهجنا ومن هنا نعرف ان التشيع - و الذي يعني الاسلام علي منهج اهل البيت - لا يحبذ اسلوب التكفير والشتم و السب و المهاترات الكلامية. ولكن هذالايعني اننا نسلم للكل ولاندرس تاريخهم لنعرف من تمسك بهدي الرسول الاكرم (ص) ممن حاد عن الطريق، وهذه النقطةالجوهرية في منهجنا هي التي استغلها المهرجون لينسبوا الي التشيع التكفير والسب والشتم، والحقيقة اننا ندرس تاريخهم ونضع كل انسان منهم في موضعه الذي وضع نفسه فيه من خلال عمله، والا كيف يصح بمنطق العقل ان نساوي بين عمار بن ياسر الصحابي الجليل الذي شهدت له السماء بالايمان ،وبين قاتله أبي الغادية؟!! او نسوي بين من شرب الخمر وبين من بذل كل ما يملك في طريق الحق!!! اذاً، هناك مسألة مهمة لابد ان تدرس و يقع البحث  فيها و هي: دراسة تاريخ الصحابه و وضع اليد علي نقاط القوّة و الضعف في الشخصيات الاسلامية، و دراسة الامور دراسة موضوعية فهو أمر مهم جداً لانه يرتبط بمسألة القيادة و الامامة، بل يرتبط بجميع ابعاد الدين كما سنبين ذلك. نعم، ذهب البعض الي أن هذا النوع من الدراسات ربما يثير بعض الإشكالات و الإعتراضات التي تري في هذا النوع من الدراسات أنّه يحمل صبغة مذهبية خاصة، لا معالجة لجزء من بنية الحالة الإسلامية العامة ،و من هذه الإعتراضات و الإشكالات:   أولا : إن الطروحات المذهبية تكرّس الحالة الخلافية بين المسلمين علي كل المستويات الفكرية، و الشعورية، و الاجتماعية، و السياسية. ثانيا : إن تأصيل الحالة المذهبية سيؤدي إلي بروز سلبيات كبيرة تتناقض بشكل واضح مع المشروع الإسلامي التوحيدي، الذي بدأ تحركه يأخذ زخما جديدا بانبعاث الصحوة الإسلامية الجديدة. ثالثا : إن التعاطي مع القضايا و المفردات المذهبية يضعنا أمام أجواء منغلقة، تصادر حالات الانفتاح و التقارب، و التفاهم، و تعمّق الحواجز الفكرية، و النفسية داخل الأمة. رابعا : إن معالجة هذا النوع من الموضوعات يثير حساسيات تاريخية،جديرة بأن تنسي و تطوي ملفاتها في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها أمة الإسلام. خامسا : إنّ مسألة الإمامة و الخلافة هي قضية تاريخية لا جدوي أو لا مردودات عملية من إثارتها، و تناولها في واقعنا المعاصر. سادسا : إنّ التأكيد علي الهوية الإنتمائية المذهبية يولّد في الذهنيات حالة التخلي عن الهوية الإسلامية العامة، و يخلق في وعي الآخرين هذا اللون من الفهم. إن هذه الاعتراضات أو الإشكالات و رغم الوجاهة التي تبدو فيها، و حق أصحابها في التعبيرعنها و إثارتها، لكنها لا تملك قوة الدليل و الحجة للبرهان عليها، و لتوضيح ذلك نشير إلي الأسباب التالية: السبب الأول : لا يمكن تجميد حالات الخلاف و التوتر في داخل الأمة إلا من خلال خلق جو من الحوار الموضوعي الواعي، و في ظل هذا الحوار المنفتح تتحول الكثير من بؤر التوتر إلي نقاط هادئة، و تتحرك حالات الخلاف في اتجاه التلاؤم و الوفاق. إنّ غياب الحوار الهادف يدفع بالكثير من حالات الخلاف إلي مواقع المواجهة، و يكرّس عوامل التوتر، و التأزم، والتشتت في داخل الأمة. و إنّ الخوف من إثارة مسألة الإمامة التي هي الناظم لقضية التشيع، خشية استثارة تاريخ طويل من الخلافات، و الصراعات، و الحساسيات أمر لا مبرر له و ذلك لعدة اعتبارات: 1 - إنّ من القصور اعتبار الحديث عن الإمامة و دراستها في التصور الشيعي هو أمر يثير الخلاف، كونها مسألة واقعية و موجودة في البنية الإسلامية، تماما كما هو الحال في الحديث عن مسألة الخلافة و دراستها، و إنّ مسألة الامامة كما الخلافة تطرح مسالة القيادة في الاسلام وهي مسالة كبيرة الأهمية، بل مسألة المسائل. 2- إنّ أساليب المعالجة و الدراسة لأمثال هذه المسائل، غالبا ما تكون هي المسؤولة عن كثير من الإثارات و الحساسيات و الخلافات، و ليس المسائل نفسها، فمتي ما توافرت تلك الأساليب و المعالجات علي الموضوعية و المنهجية فإن عوامل الإثارة و التوتر تتجمد و تقف. 3- إنّ الخلافات التي تتحرك في الساحة الإسلامية يقف وراءها عدة عوامل:- أ - نقص أو قلة المعرفة والمعلومات. ب- التعصب. ج – العناصرالسيئة او عديمة المسؤولية في الامة. د. السياسات المنحرفة.                                                       ه-القوي الاستكبارية الكافرة. فإذا طوقت هذه العوامل ضمنا لمكوّنات الوحدة الإسلامية أن تتحرك في الأجواء الطبيعية الصالحة، و أعطينا للحوارات الفكرية مساراتها الموضوعية النظيفة. السبب الثاني : إن الساحة الفكرية المعاصرة تزخر بألوان من النتاجات ذات الصبغة التشويهية للحالة الشيعية مما يسبب تشويشا للمفاهيم و التصورات، و بالتالي يعقّد الصيغ التوحيدية في داخل الأمة، فلابد من طرح الرؤي الصحيحة للمسألة و توضيحها و إزالة الإشكالات المزروعة في الذهنيات لخلق الآفاق المنفتحة أمام الإتجاهات الخيرة الطامحة إلي تعميق الأخوة بين أبناء الأمة الواحدة. السبب الثالث : إنّ مسألة الإمامة التي تنتظم قضية التشيع مسألة بالغة الأهمية و الخطورة علي عدة أصعدة : أولا: الصعيد الفكري: فمسألة الإمامة تشكل جزءا هاما في بنية الإسلام الفكرية، فالمنهجية الشمولية في الدراسات الإسلامية تفرض التعاطي مع هذه المسألة التي تملك عمقها في داخل البنية الإسلامية، فالمسألة بكل صيغها و تصوراتها المختلفة تمثل بعدا خطيرا في منظومة الفكر الإسلامي، و هذا يفرض الحاجة إلي معالجة موضوعية جادة من أجل بلورة رؤية واعية حول مفهوم الإمامة. ثانيا : الصعيد السياسي: إن مسألة الإمامة تجسّد في أهم أبعادها المضمون القيادي بما يحمله من دلالات سياسية خطيرة، و إنّ إغفال مفردة هامة كمفردة الإمامة يحدث خلالا واضحا في الرؤية السياسية، و بالتالي يحدث خللا في الرؤية الإسلامية العامة، فلا بد من استيعاب هذه المسألة لإنجاز المضمون الإسلامي الشامل بكل مفرداته العقائدية و الفكرية، و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية. ثالثا: الصعيد التاريخي : إن مسألة الإمامة تدخل في صميم البحث التاريخي و ضمن مفرداته الأساسية، فالرؤية التاريخية الموضوعية لكي تعالج المسألة التاريخية و هي مسألة خطيرة علي مستوي حركة الرسالة والدعوة والأمة، يجب أن تستوعب كل الأحداث و الملابسات السياسية و الإجتماعية التي تفاعلت في داخل الساحة الإسلامية في مرحلة من أخطر مراحل المسيرة و التي تتمثل في مقطعين تاريخيين هامين: عصر الرسالة، و عصر الخلافة في الفترة التاريخية التي تلت عصر الرسالة مباشرة حيث شكلت هذه الفترة المخاض العسير الذي أنجب أخطر المعطيات السياسية و الإجتماعية في مسيرة الأمة. رابعا: الصعيد التشريعي: إن مسألة الإمامة لا تتجمد في الموقع التاريخي، بل تتفاعل مع الحركة التشريعية في منطلقاتها التاريخية و في امتداداتها العملية المتلاحمة مع المسيرة في كل أشواطها، تمنحها الرؤية الشرعية في مواجهة كل المستجدات و المتغيرات، و ترشّد خطواتها علي كل المستويات الفكرية و الفقهية و الإجتماعية و السياسية. السبب الرابع : إن إثارة مسألة التشيع علي مستوي الدراسات و البحوث حاجة علمية تواجه الفراغ الفكري الذي عاشته أجيال الأمة حول هذه المسألة، هذا الفراغ الذي ترسخ في ذهنية الأمة من خلال: أ - الإنحسار التاريخي للحالة الشيعية علي المستوي القيادي. ب - التطويق الفكري و الإعلامي. ج -الحصار السياسي. وأمام هذا الإختناق الفكري الذي فرض حول مسألة التشيع يتحتم تنشيط الفعاليات العلمية و الثقافية الجادة لملء الفراغات الكبيرة في ذهنية أجيال المسلمين مع التأكيد علي ضرورة التوافر علي الروح العلمية الموضوعية في معالجة هذه المسألة. السبب الخامس : الحديث عن الهوية الإنتمائية الخاصة يؤكد المنحي الذي اعتمده الأئمة من أهل البيت عليه السلام في تعاملهم مع القضية الإسلامية حيث تحركوا ضمن مسارين: المسار الأول: تأصيل خط الإمامة بكل ما يحمله من مفاهيم و أفكار، و أهداف ،و توجهات، و خصائص و مميزات.   المسار الثاني: تأصيل الحالة الإنتمائية العامة من خلال التأكيد علي العناصر المشتركة التي تشكل مرتكزات الوحدة في داخل الأمة. و بالتالي فإن معالجة مسألة الإمامة لا تعبر عن نزعة مذهبية ضيقة، و لا تشكل حالة من التنافي مع المشروع التوحيدي في حركة الأمة، فالمسألة في منحاها الأصيل تجسّد المضمون الإسلامي بكل دلالاته و معطياته. و بكل مرتكزاته و مقوماته، و خصائصه و مميزاته .[6] هذه هي مبرراتنا لدراسة التاريخ ودراسة حياة الصحابة وغيرهم من الحكام الذين تربعوا علي سدة الحكم الاسلامي، الا ان البعض من الكتاب يريد التشويه والتشهير بنا فيصفنا بصفات بعيدة عن الموضوعية والانصاف فيقول: الشيعة يكفرون ويشتمون ويسبون و...، والحال ان الشيعة تدرس التاريخ ولاتسمح لنفسها ان تقبل مقولة : سيدنا معاوية قتل سيدنا  الحسن، والترضي علي القاتل والمقتول في ﺁن واحد!!! وهذه الدراسة لاتستثني احدا مهما كان ولو كان الخليفة الاول او الثاني، فنحن درسنا تاريخهم وما ورد في حقهم فوجدنا ان ادلة تقديمهم لاتقاوم الادلة الواردة بحق علي بن ابي طالب عليه السلام، فهو الخليفة الذي نص عليه الرسول الاكرم.

3