لابد قبل الاجابة عن السؤال المطروح ان نشير الي نكتة مهمة وهي ان التاريخ كتب باقلام وعاظ السلاطين و كتب في قصور الحكام و علي اقل تقدير انه كتب تحت مراقبتهم، و هذا يعني ان التاريخ كتب لينسجم مع مذاق الحكام و ارادتهم، و من الواضح ان عمرو بن العاص كان من رجال السلطة الذين لاترضي السلطات بالمساس بهم. و تحاول التكتم علي ذلك الفعل القبيح، و بالرغم من ذلك كله افلتت بعض الكلمات من تحت عيون الرقابة، و ذكرت لنا تلك الفضيحة التي ارتكبها في صفين، و من المصادر التي ذكرت الحادثة: الامامة و السياسة: ذكروا ان عمراً قال لمعاوية: اتجبن عن علي و تتهمني في نصيحتي اليك؟ والله لابارزن علياً ولو مت الف موتة في اول لقائه،. فبارز عمرو، فطعنه علي فصرعه فاتقاه بعورتة، فانصرف عنه علي، و ولي بوجه دونه.و كان علي عليه السلام لم ينظر قط الي عورة أحد، حياء وتكرماً وتنزهاً عما لايحل و لايجمل بمثله [1] البداية و النهاية لابن الاثير: ذكروا أن علياً حمل علي عمرو بن العاص...فقال علي عليه السلام: اتدرون ما هو؟ قالوا: لا. قال: هذا عمرو بن العاص تلقاني بسوءته، فلما رجع عمرو الي معاوية قال له معاوية:احمد الله و احمد إستك [2] و قد ورد الخبر في: الاخبار الطوال ص 177 و المناقب للخوارزمي: 236 و 240 و الفصول المهمة ص 89 و مروج الذهب: 2/397. و جاء الخبر في وقعة صفين: بعد مقدمة الخبر يقول عليه السلام: انه عمرو بن العاص تلقاني بعورته، و رجع عمرو بن الي معاوية فقال له: ما صنعت ياعمرو؟ قال: لقيني علي فصرعني. قال معاوية: احمد الله و عورتك [3] عيون الاخبار عن المدائني: رأي عمرو بن العاص معاوية يوماً يضحك، فقال مم تضحك يا أميرالمؤمنين، اضحك الله سنك؟ قال: اضحك من حضور ذهنك عند ابدائك سوءتك يوم ابن ابي طالب! اما والله لقد وافقته مناناً كريماً، ولو شاء ان يقتلك لقتلك. قال عمرو: يا اميرالمؤمنين: اما والله اني لعن يمينك حين دعاك الي البراز فاحولت عيناك، وربا سحرك، و بدا منك ما اكره ذكره لك، فمن نفسك فاضحك او دع [4]