logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

حديث لعن الله اليهود اتخذوا مقابر انبيائهم مساجد

يقول رسول الله(ص):"لعن الله اليهود والنصاري اذ اتخذوا مقابر انبيائهم مساجد لهم"-لماذا تتخذون انتم مقابر الائمة مساجد لكم، مثل-مسجد الحسين؟


بالنسبة الي الحديث " لعن الله اليهود. .." يمكن مناقشته بعدة وجوه: 1.    صحيح ان هذا الحديث ورد في صحيح البخاري، لكن من المعلوم ان مجرد وجود الحديث لا يدل علي صحته، ولذلك لابد من عرضه علي الكتاب و السنة، فاذا خالف الكتاب و السنة يضرب به عرض الجدار. 2.    ان الهدف من طرح هذا الحديث هو في الواقع النهي عن زيارة قبر الرسول (ص) و الطعن في الزيارة و القدح في السيرة الاسلامية الثابتة. 3.    كيف يصح هذا الحديث مع مخالفته لعشرات الآيات في توبيخ اليهود و تعييرهم بقتلهم الانبياء و تعذيبهم و تشريدهم و ... المزید، فكيف ياتري يأتي الرسول (ص) ليقول للناس بعد كل ذلك ان اليهود يتخذون من قبور انبيائهم مساجد؟؟؟!! فهل من المعقول ان يعذبوهم ثم يتبركون بقبورهم؟!. ثم انه لو كان قد صدر ذلك منهم بالفعل و كان قبيحاً كما يقول الحديث المذكور فلماذا لم يصرح به القرآن ويؤكد عليه الرسول الاكرم (ص) كما صرح بذمهم و عيرهم علي مواقفهم السابقة؟ ثم اين هذه المساجد و في اي زمان و هذا التاريخ لم يحدثنا عن شيء منها؟!. 4.    ثم علي فرض صحة الحديث، الحديث مجمل لم يبين لنا طريقة اليهود و النصاري في التعامل مع هذه القبور، و من المعلوم ان اجمال الحديث يوجب عدم الاعتماد عليه كما هو مسلم عند الفقهاء. 5.    ان الحديث مخالف لصريح القرآن في قصة اصحاب الكهف حيث يقول سبحانه ( ْ قالَ الَّذينَ غَلَبُوا عَلي‏ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداًً ) [1]و تحسين موقف القائلين ( لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدا ) فكيف يا تري يلعن الرسول (ص) قوماً قاموا بنفس الفعل؟! 6.    ان الحديث مخالف للسنة الصريحة، و ها نحن نذكر بعض تلك الروايات الحاثة علي زيارة القبور. أ .       روي مسلم عن عائشة انها قالت: كان رسول الله (ص) كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل الي البقيع فيقول: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين و اتاكم ما توعدون "[2] ب .  و عن عائشة – قالت: كيف اقول لهم يا رسول الله؟ قال ” قولي: السلام علي اهل الديار...“ [3] ت .  روي ابن بريدة عن ابيه: كان رسول الله يعلمهم اذا خرجوا الي المقابر:..“[4] ث .  عن ابن بريدة عن ابيه: قال رسول الله (ص): " نهيتكم عن زيارة القبور فزورها “[5] ج .    و روي في كنز العمال: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ...“ [6] [7]  و غير ذلك من الاحاديث. 7.    ان الحديث مخالف لعمل المسلمين، حيث انهم قد بنوا علي قبر النبي (ص) والخليفتين الاول و الثاني (رض) مسجداً حيث ادخلوا القبر في المسجد و لم يعترض علي ذلك احد منهم طول قرون من الزمن. 8.    ان الحديث مخالف لموقف علماء المسلمين من الزيارة، و لقد افرد الامام تقي الدين السبكي الشافعي المتوفي سنة 756 في كتابه ”شفاء السقام في زيارة خير الانام“ باباً لنقل نصوص العلماء علي استحباب زيارة النبي الاكرم، و قد بين ان الاستحباب أمر مجمع عليه بين المسلمين“[8] و من هولاء العلماء: الحسين بن الحسن الجرجاني الشافعي ، و احمد بن محمد المحاملي الشافعي م 425، و القاضي طاهر بن عبدالله الطبري م 450، و اقضي القضاة ابوالحسن الماوردي م 450، و ابو اسحاق ابراهيم بن محمد الشيرازي م 476، و القاضي عياض المالكي م 544، و عقد الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (م 597 ه) في كتابه باباً في زيارة قبر النبي (ص) و ذكر حديث ابن عمر و حديث أنس، و غير هؤلاء من العشرات من كبار علماء اهل السنة الذين قالوا باستحباب الزيارة. 9.    ان زيارة القبور فيها اكبر واعظ للانسان فانها تذكره الأخرة، و تعتبر جرس انذار للانسان للاستعداد للرحيل. ثم ما المانع ان يقف الانسان علي قبر من قبور اولياء الله تعالي و يقرأ القرآن و يدعو الله سبحانه ثم يهدي ثواب ذلك العمل لصاحب القبر؟!!، ونحن نسالك لو انك وقفت علي قبر الخليفة الأول او الثاني و قرأت القرآن وصليت ثم اهديت ثواب ذلك لهم فهل تجد في نفسك ان عملك هذا مخالف للفطرة و انه عمل قبيح يستحق الذم و التوبيخ، او انك تشعر بالارتياح و الاطمئنان بانك قمت بعمل صالح؟! نرجو منك ان تحكم وجدانك و فطرتك فانهما خير حكم و دليل. ولو اردت التفصيل فعليك بمراجعة الكتب التي كتبت في هذا المجال.

3